الديوان » مصر » علي محمود طه » إلى راقصة

عدد الابيات : 18

طباعة

بعينيكِ ما يُلْهمُ الخاطرا

ويتركُ كلَّ فتًى شاعِرَا

فيا فتنةً من وراءِ البحار

لَقِيتُ بها القَدَرض السَّاخِرَا

دَعَتْنِي، فَجَمَّعْتُ قلبي لها

وناديتُ ماضِيَّ والحاضِرَا

وأقبلْتُ في موكبِ الذكرياتِ

أُحَيِّ الخميلةَ والطائِرَا

وساءَلني القلبُ، ماذا تَرى؟

فقلتُ: أرَى حُلُمًا عابِرَا

أرى جَنَّةً، وأراني بها

أهيمُ بأرجائها حائِرَا

ملأتُ بتُفَّاحِهَا راحتيَّ

وبتُّ لكَرْمَتِهَا عاصِرَا

وَذُقْتُ الحنَانَ بها والرِّضا

يَدًا بَرَّةً وفمًا طاهِرَا

فيا ليلةً لم تَكُنْ في الخيالِ

أجَدَّتْ ليَ المرَحَ الغابِرَا

أفاءَتْ على النيلِ سحرَ الحياةِ

وأحْيَتْ لشعري به سامِرَا

نَسيتُ لياليَّ من قبلِهَا

وكنتُ لها الوَافِيَ الذاكِرَا

سَلِي من أثارتْ بقلبي الفتونَ

وَخَلَّتْهُ محتدِمًا ثائِرًا

بربِّكِ! من ألَّفَ الأصغريْنِ

وعَلَّقَ بالناظِرِ الناظِرَا

إذا أطلقَ الضوءُ أطيافَه

ولفَّ بها خصرَكِ الضَّامِرَا

وطوَّقَ نَحْرَك لَحْظُ العيونِ

وعادَ بِكَرَّتِهِ حاسِرَا

ووَقَّعْتِ من خفَقَاتِ القلوبِ

على قدمَيْكِ الصَّدَى الساحِرَا

وحَدَّثَ كُلُّ فَتًى نفسَهُ:

أرى الفنَّ أم روحَهُ القاهِرَا؟

تمثَّلْتِهِ طيفَ إنسانةٍ

ومَثَّلَ فيك الصِّبَا الناضِرَا!

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن علي محمود طه

avatar

علي محمود طه حساب موثق

مصر

poet-ali-mahmoud-taha@

103

قصيدة

475

متابعين

شاعر مصري ينتمي إلى المدرسة الرومانسية،ولد علي محمود طه المهندس عام 1901م بمدينة المنصورة، وقضى معظم شبابه فيها. تعلم في الكُتاب وحفظ بعضا من سور القرآن الكريم، ثم انتقل إلى المدرسة الابتدائية، ...

المزيد عن علي محمود طه

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة