يد القمر الندية بالشذى مرت على جرحي يد القمر الندية مثل أعشاب الربيع لها إلى الصبح خفوق فوق وجهي كف طفلتي الصغيرة كف آلاء و همس حول جرحي كف الكبيرة كف غيداء تدغدغني و نحن على السرير معا على السطح هناك و آه من ذاك المدى النائي لأقرب منه مجمرة الثريا و هي تلتهب بعيد يوم فيه أمشي دون عكاز على قدمي يئست من الشفاء يئست منه و هدني التعب و حل الليل ما أطويه من سهر إلى سهر و من ظلم إلى ظلم و لكن اليد النديانة الكسلى ترش سنابل القمح على درب من الهمسات في حلم بلا نوم يرف على جفوني ثم يحشوهن بالملح غدا تأتين يا إقبال يا بعثي من العدم و يا موتي و لا موت و يا مرسى سفينتي التي عادت و لا لوح على لوح و يا قلبي الذي إن مت أتركه على الدنيا ليبكيني و يجأر بالرثاء على ضريحي و هو لا دمع و لا صوت أحبيني إذا أدرجت في كفني أحبيني ستبقى حين يبلى كل وجهي كل أضلاعي و تأكل قلبي الديدان تشربه إلى القاع قصائد كنت أكتبها لأجلك في دواويني أحبيها تحبيني
بدر شاكر السياب ولد في محافظة البصرة في جنوب العراق (25 ديسمبر 1926 - 24 ديسمبر 1964)، شاعر عراقي يعد واحداً من الشعراء المشهورين في الوطن العربي في القرن العشرين، ...