الديوان » تيسير الحسينو » عهد ووفاء

عدد الابيات : 22

طباعة

لَولَا اعتقادي أنّني صبّارُ 

عن نأيكم لم يحتويني قرارُ

ولَصَارَ شَوقِي فِي الحَيَاةِ رِوَايَةً 

تَدوِي بِها الوِديَانُ والأنهَارُ

قَسَمَاً لَبُعدُكَ قَد أثَارَ مَدَامِعِي  ‍

شَوقَاً أحلَّ بناظري عَوّارُ

يا صَاحِ إنّكَ فِي وُجودِي حَاضِرٌ

كَم فِي غِيَابِكَ تَكتَوِينِي جِمَارُ

لَو يَعلمُونَ شَمَائِلاً جَهِلُوا بِهَا

مَا كَانَ مِنهُم مَحنَثٌ وخِفَارُ

أنتَ الحقيقةُ والحياةُ خيالٌ  

أنتَ الصَّوابُ وكُلُّهُم مِهذَارُ

مَن ذَا يُهذِّبُ في الخَنَا أقوالَنَا  

 كَي لَا يُصحِّفَ قَولَنَا ثَرثَارُ

لم يُستَطَب طِيبُ الحَديثِ بِلَا صَدًى  

‍ يَهوِي إلى الأسماعِ مِنهُ قِطَارُ‍

إنّي رأيتُ اليومَ أجزاءَ الوَرى 

أنتَ التّفَاصِيلُ الّتي تُختَارُ

يا حَامِلاً عَطفَ الفؤادِ ولِينِهِ 

رِفقَاً فإنّي تَائِهٌ مُحتَارُ

تَفتَرُّ فِي حِينٍ وتَأنَسُ عِندَمَا

يَربُو عَلى أخلاقِكَ الإيثَارُ

سُكِبَت دَواتِي فِي النّوَى تَسكاباً  

نَضَبَ المِدَادُ الوَافِرُ المِدرارُ

مَن يَحرُث البُستَانَ يَملَؤُه نَوًى  

حَتمَاً سَتَنمو في النِّتَاجِ ثِمَارُ

ولَقَد غَرَستَ الوَردَ فِي سَاحَاتِنَا

ولَسَوفَ تَنمُو في الفَلا أشجَارُ

مَا كَان بَرقُ اللّيلِ مَحضَ شَرارَةٍ

بَل تَختَفِي بِضِيائِهِ أنوارُ

أولَجتَ في بُؤسِ الحياةِ محبّةً

لله دَرُّكَ والدِّيارُ قِفَارُ

مَا كُنتَ في الأيّامِ تَاريخاً مَضَى

وعَفَى عَليهِ مِنَ الزّمانِ غُبَارُ

اليوم أنتَ وكلّ يومٍ قادمٍ  ‍

أنتَ النّسيمُ الهادِئُ المِعطَارُ

تَبلَى هِيَ الدّنيَا وتَبقَى مَحاسِنٌ 

تَربُو فَتُتْئِمُ والدّهورُ عِشَارُ

خُذ عَن وفائِي مَوثِقَاً لَو يُشتَرى

يُبتَاعُ حينَ نُجومُنَا تَنهَارُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن تيسير الحسينو

تيسير الحسينو

16

قصيدة

كاتب وشاعر وباحث أكاديمي، أكتب في الشعر العربي الفصيح، وفي جميع أغراضه، أقوم بتوظيف تجربتي الذاتية في الحياة بما أكتبه من الشعر، ولي مشاركات في بعض الأندية العربية الخاصة بالشعر.

المزيد عن تيسير الحسينو

أضف شرح او معلومة