الديوان » عمان » المعولي العماني » بم التصبر لا خل ولا شجن

بِمَ التصبرُ لا خِلُّ ولا شجن
ولا صديقٌ ولا أهلٌ ولا وَطَنُ
ولا خليلُ ولا خدنٌ ولا سكنُ
ولا أمينٌ على الحاجاتِ مؤتمَنُ
في هذه الدار إلا الكرب والحزن
لمَ الحياةُ ومنها حل بي مللُ
واستوحشت دارنا والسهلُ والجبَلُ
حتى خشيتُ يضيع القولُ والعملُ
فما مُقَامِى بدارِ أهلها رَحَلُوا
وحلّ في ذراها الضعف والوهنُ
هلْ من سرورٍ ومن راحٍ ومن فرحٍ
للقلب غيرِ الأسى والحزنِ والترحِ
والسرُّ من قبلهم حقّاً فلم يبحِ
مُذّ بانَ أهلُ التقى والفضل من منحِ
لم يحلُو لي بعدهم عيش ولا سكنُ
فضائِلٌ منهم لم أحِصها عددَا
لو عدّ إحصاؤها بالرمْل ما نفدَا
لم ألق مثلَهم في دهرنا احداً
مُذّ ودعوا قالَ قلبي لمْ أقم أبدا
في جنةٍ حلها الأحزانُ والمحنُ
مِن النوى أذنى قد صَمَّ مسمعُهَا
وحرقة لم أَطِقْ بالله أدفعُهَا
كُريةٌ ما قدرت اليوم أدفعُهَا
ومقلةٌ أقسمتُ لم يرقَ مَدْمَعُهَا
مِن الشُّؤونِ إلى أنْ ترْجِعَ السفنُ
ساروا وحلّوا أصيحاباً وما عطفُوا
على الذي شفه اللأواء والأسَفُ
طوبَى لهم وعدوا حقّاً لما عرفوا
يا أيها الظاعنونَ الراحلون قِفُوا
لمغرم بعدكم قد غالَه الزمنُ
فالدمعُ من كل عينٍ للفراقِ همىً
ينهل خلف المطايا يشبه الدِّيمَا
كأنما الخدُّ أرضٌ والعيونُ سَمَا
لو لم يكونوا شِفاءً للقلوب لَمَا
قد حلّها بعدهمْ داء ولا دَخَنُ
بانَ العزا والأسى والصبرُ مُذْ عَزَمُوا
على الرحيلِ وبانَ الأمْنُ والكَرَمُ
وبانَ عنّي لذيذُ العيش والنعمُ
لولا فراقهمُ ما حلِّ بي سقمُ
ولا شَجَتْ مُهْجَتِي الأطلالُ والدمنُ
مَنْ في الورى مثلُ عبد الله سيدنا
سلالةُ الطاهر الزاكى محمدِنَا
قد طابَ من طيبِ هذا أصلُ محِتدِناً
فهو الولى المفدَّى نُور مَسجدِنَا
وهو الرضى الزكى العالِم الفطنُ
يسخُو بما عندهُ بل لا يضنُّ به
لم تلقه في المزايَا غير منتبهِ
سادَ الورَى بالحجى طفلا بمكتبهِ
وكلُّ أمرٍ يراهُ غيرَ مُشْتبهِ
وليسَ يحرى على ألفاظِه اللحنُ
ثمَّ الصلاةُ على المختارِ من مُضرِ
شفيعِنا يومَ لا ينجُو إلى وَزَرِ
محمدٍ المصطفى قد جَاء في الخبرِ
خَيْرِ البريةِ مولى البَدْوِ والحضَرِ
نبينا لم تُكَدِّرْ فضلَه المننُ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن المعولي العماني

avatar

المعولي العماني حساب موثق

عمان

poet-Maawali-Omani@

205

قصيدة

57

متابعين

محمد بن عبد الله بن سالم المعولي. أحد أعلام الشعر العمانيين الخالدين عاش في أواخر القرن الحادي عشر وفي القرن الثاني عشر الهجري. وخلد في شعره ومدائحه مجد شعبه وعظمة ...

المزيد عن المعولي العماني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة