محمد العريبي، المعروف باسم "ابن تومرت"، كان شاعرًا وأديبًا تونسيًا من أصل جزائري. وُلد في تونس عام 1915، ولم يعش طويلًا، إذ توفي بفرنسا يوم 25 ديسمبر 1946 عن عمر ناهز 31 عامًا، وهو في ذروة عطائه الأدبي والصحفي.
نشأ العريبي في تونس العاصمة وبدأ تعليمه في كتّاب سيدي الفاهم قبل أن يلتحق بالمدرسة الابتدائية، حيث تعلّم أساسيات القراءة والكتابة باللغتين العربية والفرنسية. واصل دراسته في جامع الزيتونة، لكنه لم يُكمل تعليمه الرسمي بسبب ظروفه الشخصية والاجتماعية.
برع العريبي منذ شبابه في الكتابة، ولفت الأنظار بحضوره في الندوات الثقافية والأدبية، مما أهّله للانضمام إلى الوسط الثقافي التونسي. تعرّف على شخصيات بارزة مثل زين العابدين السنوسي وعلي الدوعاجي، وبدأت رحلته الأدبية بمشاركات شعرية وقصص قصيرة حملت طابعًا متمرّدًا وواقعيًا.
رغم عمله لفترة في التجارة، إلا أنه سرعان ما عاد إلى شغفه بالكتابة والأدب. انخرط في الصحافة، وكتب مقالات وأعمالًا أدبية في صحف ومجلات مثل "العالم الأدبي" و"الزهرة". تميز بأسلوبه الجريء والمتمرد، ونشر قصائد وقصصًا وأغاني ومقالات سياسية وأدبية، متأثرًا بواقعه الاجتماعي والسياسي.
في سنواته الأخيرة، انضم إلى الإذاعة الفرنسية، حيث عمل مذيعًا ومحققًا صحفيًا. ورغم نجاحاته المهنية، عانى من شعور بالغربة والاضطراب النفسي، مما دفعه إلى إنهاء حياته عام 1946.
ترك محمد العريبي إرثًا أدبيًا متنوعًا، يشمل 15 قصيدة رومانسية، 12 قصة قصيرة، مسرحيات باللهجة التونسية، وعددًا كبيرًا من المقالات الصحفية والأغاني، مما يجعله أحد أبرز الأدباء التونسيين الذين أثروا الحياة الثقافية في عصره.