يحيى بن طالب الحنفي، من بني ذهل بن الدؤل بن حنيفة.
شاعر غزل فصيح. من أهل اليمامة. استشهد البكري ببعض شعره في الكلام على (الحجيلاء) و (شعبعب) يقال في خبره:
كان شيخاً ديناً يقرئ أهل اليمامة. وكان تاجراً يشتري غلات السلطان بقرقرى (من أراضي اليمامة) وأصاب الناس جدب،
فجلا أهل البادية ونزلوا بقرقرى، ففرق فيهم يحيى غلته. وكان جواداً. وسافر إلى مكة مع والي اليمامة، فابتاع منه الوالي
إبلاً، بتأخير، فلما دخل مكة عزل الوالي. ومُطل يحيى بماله مدة. وعاد إلى اليمامة، فكثرت عليه الديون، فهرب يريد خراسان.
ومر ببغداد، فبعث إلى أهله بقصيدة، يقول فيها:
ألا هل لشيخ وابن ستين حجة....بكى طرباً نحو اليمامة من عُذر
وزهدني في كل خير صنعته...إلى الناس ما جرّبت من قلة الشكر
إذا ارتحلت نحو اليمامة رفقة...دعاك الهوى واهتاج قلبك للذكر
ثم وصل إلى (الري) وقال من قصيدة:
ألا هل إلى شم الخزامى ونظرة...إلى قرقرى، قبل الممات، سبيل
فأشرب من ماء الحجيلاء شربة...يداوى بها قبل الممات عليل
أريد رجوعاً نحوها فيصدني...إذا رمته دين عليَّ ثقيل
وسارت أبياته في الناس، فغنى ببعضها إسحاق النديم بين يدي الرشيد، فسأل عن قائلها فعلم بخبره، فكتب إلى عامله في الري
برده وقضاء دينه، فعاد البريد بأنه مات بها قبل شهر.
توفي سنة 796م.