الراعي يتلكأُ في ربطِ النعلينِ المقطوعينِ ويرقبُ جحرَ الأفعى والأغنامُ تسيرُ على الأرضِ المزروعةِ ناراً تت سا قطُ من ألْسِنَةِ الشّفقِ المتدلّي ( والذئب هنالك يتربصُ ) لكن الراعي لا يفرغُ حتى يتأرجحَ لون الموت على صدر القافلة الحبلى بالوهمِ الآمنِ (والأفعى تتثعلبُ) والذئب يظلُّ على هيئتهِ يتربصُ دون ثغاءْ. *** يتدفّقُ وجه البرقِ من الغسقِ المتثائبِ في فك الأفقِ الورديّ فيسقطُ في ذاكرةِ السّرجِ ظلامٌ مدفونٌ والراعي يتناوبُ مع صوتِ المزمارِ حراسةَ ظلهْ. (والأفعى تتلولب) والراعي لا يخشى إلا صمتَ المطلقِ في جوف فراغِ الأشياءِ ويحترسُ زماناً ثم ينامُ ويبقى الذئب على جوعٍ يتربصُ يسقط بين الفكّينِ هواءْ. *** يصحو الراعي من حلمٍ ورديٍّ يملأُ كل جوانحهِ رعشاتٍ قاتلةً والمزمارُ الخنجرُ يتشفّى فتفرُّ القافلةُ ويغدو الجلدُ حذاءً للجوعِ وما بين النعلين سماءْ. (يموت الذئب وتفنى الأغنام ) ويعود الراعي(هذي المرة )! يتربص..!
عاطف علي الفرّاية شاعر وكاتب مسرحي، من مواليد الكرك- الأردن 1964م،حصل على بكالوريوس لغة عربيّة من جامعة بيروت العربيّة عام1992م.
له عدة اصدارت منها:
حنجرة غير مستعارة: ديوان شعر 1993 منشورات ...