الديوان » مصر » محمود غنيم » رفيق الصبا

عدد الابيات : 48

طباعة

اللهَ في هول المُصابْ

جَزعَ الشبابُ على الشَّبابْ!!

نجمٌ تألَّقَ برهَةً

وخبا كما ذاب الحَباب

ومهنَّدٌ، قد كان فيـ

ـه لقومه أملٌ، فخاب

ما كاد يشحذُ غَربهُ

حتى تضمَّنهُ القِراب

حرٌّ، كريمٌ، عاش في الدّ

نيا غريبًا، ثمَّ آب

قد باتَ يحسبُ في حسا

بٍ، والمنيَّةُ في حساب

سَكَن التّرابَ، وإِنَّهُ

هو معدِن الذَّهب اللُّباب

ربَّاهُ معذرةً، أَلا

ما للمنُون وللشباب؟

أكذا يودِّعُنا، ولم

يبلُغ من العُمر النِّصاب؟

لكنَّهُ سبحانه

«قسم الحظوظَ فلا عتاب»!

عبدَ اللطيفِ، رَحلتَ عن

جوٍّ تشبَّع بالضباب

وتركتَ دارًا، حلوُها

مرٌّ، وصيَّبُها سراب

سيَّان: من سكان اليبا

بَ بها، ومن سكن القِباب

والكلُّ منها في عذا

بٍ، والمنيَّةُ منه قاب

والناسُ في الدنيا كركْ

ب سفينة وسط العُباب

أن تَنجُ من غرقٍ بهم

لم يَسلموا مَن الاضطراب

الموتُ ضيف منكرٌ

أبدًا يطوفُ بكلِّ باب

لما دعا عبدَ اللطيـ

ـفِ إلى وفادَته أهاب

بذل الحياةَ له قِرى

وسقاهُ من دمه الشراب

لهفي عليه شاخص العيـ

ـنين مصَفرَّ الإهاب!

متخضبًا بدم الشَّبا

بِ يروعُ من أَثر الخِضابِ

في حجرةٍ مشئومةٍ

سكنٌ يجرُّ إلى خراب

يا ليتها بَهماءُ ينَعـ

ـبُ في مفاوزها الغراب

خبرٌ صبيحةَ الامتحا

نَ أَتى، فأفقدني الصواب!

فظَلِلتُ أكتبُ، والدمو

ع معَ المدادِ لها انسكاب!

ويدايَ ترتجفان في القر

طاسِ من هول المصاب

وكأنما شبحُ الجري

مةِ في السؤال وفي الجواب

أَودَى على يد مجرمٍ

كالزَّهر يُتلفه الذباب

عجبي عليه: كيف طا

رَ من التراب إلى السحاب؟

حتى رأَى يده قد ام

تَدَّت إلى هذا الجناب

ورمى الشهاب فكيف لم

يُحرقهُ حين هوىَ الشهاب؟

وبأيِّ قلبِ غالَهُ؟

لو قُدَّ من صخرٍ لذاب

تعسَ الأنامُ؛ فمنهم

تتعلَّمُ الفتكَ الذئاب

يأيُّها الجاني، متى

صالتْ على الأُسد الكلاب؟

هلا رعيت الله في

تلك الأفانينِ الرِّطاب؟

الله في هذا المُسا

لِمَ! ليتَ كفَّكَ في تَبَاب!

أيذودُ مديتَكَ الصقي

لةَ باليراع أم الكتاب؟

أذوَيتَ غصنًا ناضرًا

وسلبتَ كنزًا من رغاب

وفجعتَني، والدَّهرُ لا

ينفَكُّ ذا ظِفرٍ وناب

في صاحبٍ كم رقَّ لي

عيشٌ بجانبه وطاب

أيامَ تجمعُني به

دارٌ مباركةٌ الرِّحاب

«دارُ القضاء» وأينَ منـ

ـكَ الدارُ أم أين الصِّحاب؟

مَن مات حتفَ الأنف لا

بالسيف عندهُمُ يُعاب

غال الحِمامُ ابنَ الولي

دِ على الفراش، فما استطاب

كما كان يطلبُ قتلةً

بيدٍ فأعياهُ الطِّلاب

فاذهب لربِّك قاني الـ

ـدَّمِ أُرجُوانيَّ الثياب

جارب خليقُتهُ علي

ك، وعنده حسن الثواب

فلأنت ربُّ شهادت

ين: شهيدُ علمٍ، واغتراب!

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن محمود غنيم

avatar

محمود غنيم حساب موثق

مصر

poet-mahmoud-ghoneim@

82

قصيدة

415

متابعين

توجد روايتان عن مولد الشاعر: محمود غنيم الاولى أنه ولد في ١٩٠١م،والثانية أنه ولد في 1902م،وقد ولد بقرية مليج في محافظة المنوفية. ويعد واحد من أبرز الشعراء العرب في جيله، وهو صاحب ...

المزيد عن محمود غنيم

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة