عدد الابيات : 17
لاح الظلامُ وغردت أطياري
والطيرُ غرّدَ فوق غصْنِ النارِ
لم أنتظرْ بُشرى البشيرِ وإنما
ستلوحُ بالبُشرى يدُ الإنذارِ
كذّبتُ فانوسَ الكهانةِ إذْ رأى
مستقبلَ الأيامِ في أقداري
ورددتُ للشعرا بضاعَتَهم ويا
بئسَ البضاعةُ حكمةُ الأشعارِ
قالوا: الضيا خلف الدُّجى وتجاهلوا
أنّ الظلامَ وراءَ كلِّ نهارِ
ورحلتُ واستودعتُ ظلّيَ إذ أبى
خوضَ البحارِ وشُـقّـةَ الأسفارِ
لكنني ما زلتُ رغم توحّشي
أحتاجُ وجهَ صبيةٍ بجواري
ما زلتُ هشّاً عند كل صبيةٍ
وتماسكي كتماسكِ الفخّـارِ
أحتاجُ مَنْ تحنو عليّ وعندها
فخرُ انكساري وانكسارُ فَخَارِ
أحتاجُ مَـنْ أحني عليها جبهتي
أحتاجُ مَـنْ أُفشي لها أسراري
وعلى يديها أستردُّ طفولتي
من سَبْيِ معركةِ الزمانِ الجاري
يا ذاتَ كلِّ صباحةٍ وملاحةٍ
ماذا فعلتِ بعنترٍ ونزارِ؟
يا آيةَ الرحمنِ في مَـلَكوته
يا مُهجةَ الأشواكِ في الأزهارِ
إن كنتِ كالفردوسِ كنتُ خلودَها
أو كنتُ دارًا كنتِ زينةَ دارِ
مُدّي يديكِ فأقبلي أو أدبري
لا وقتَ عنديَ لاتخاذِ قرارِ
إنْ تُقبلي نحوي فليست شيمتي
أن أجزيَ الإقبالَ بالإدبارِ
أو تُدبري كالأمنياتِ فطالما
جهلت يميني ما تريدُ يساري
20
قصيدة