عدد الابيات : 19
قالت: سئمتَ من الدنيا فقلت لها:
طوبى لمن قال بلغها تحياتي
طوبى لمن كان قَـطْـرًا بين أبخرةٍ
طوبى لمن كان همسًا بين أصواتِ
تعبتُ من صخَبِ الدنيا وما تركَتْ
بي موضعًا من دمائي للجراحاتِ
كُـلُّ النهاياتِ لم أخترْ بدايَـتَها
حتى أنا لستُ من صُـنْعِ اختياراتي
نظرتُ في وجه مرآتي فلم أرَني
وعدتُ أجمعُ أشتاتي بأشتاتي
والناسُ قد وجدوني بينهم وأنا
ما زلتُ أبحثُ بين الناسِ عن ذاتي
وربما استوقفت عيني مُلاحِظَها
فقالت: اقرأْ على وجهي مُعاناتي
هذي صِحافُ تجاعيدي كتابُ أسىً
عنوانه: بين مأساةٍ ومأساةِ
ليس الشحوبُ سوى حبرٍ على ورقٍ
في طـيِّــهِ صبرُ أبطالِ الحكاياتِ
ولا بشاشةُ وجهي حين أرسُمها
إلا كـصرخةِ حـيٍّ بين أمـواتِ
كم ذاب قلبي وما ذابت أضالعُهُ
كأنه شمعةٌ في قلب مِـشكاةِ
وكم رحلتُ وكم ودعتُ من رحلوا
وكم هربتُ إلى الماضي عن الآتي
وكم سكتُّ على علمٍ وقد جهلوا
أن القصائدَ من صمتي وإنصاتي
وعندما ضاقت الدنيا بساكنها
أشرعتُ للناسِ كُـلَّ الناسِ أبياتي
وبعتُ بالشعرِ قصرًا شِـيْـدَ من حجرٍ
وقلتُ: شتان بين اللهِ واللاتِ
وكنتُ أبحثُ عن أُنثى تراودني
حتى أقولَ: معاذَ اللهِ مولاتي
وكنت أسعى إلى شيءٍ على أملٍ
فلم أعد ساعيًا إلا لِـمَـنجاتي
تعبتُ من صخَبِ الدنيا وها أنا ذا
ما زلتُ أشعرُ أني في بداياتي
ما زلت أبحثُ في المجهولِ عن قدرٍ
تخطُّهُ ليَ أقلامُ السماواتِ
20
قصيدة