الدار يا أماه طفل يحترق هذي ذئاب النار بالأحزان تسرع خلف حلم يختنق شرفات منزلنا الصغير على نحيبك لم تزل تنشق حزنا.. وألم والدار يعصرها اللهيب وصارت الأنفاس فيها كالعدم... * * * النار تسري في مدينتنا وليس لنا مجير أكلت حدائقنا مزارعنا وعصفوري الصغير أكلت جوانحنا مدامعنا.. وأحرقت الغدير النار يا أماه أحرقت الغدير!! * * * النار يا أمي تحوم على مشارف بيتنا وأنا أموت على مكاني كل شيء.. صار نارا حولنا أترى سنتركها لتأكل بسمة الأيام والأمل الوليد؟! النار تنهش في الدماء وفي النساء وفي الحديد النار تسكر في الزحام على بقايا.. من شهيد * * * النار يا أمي على الباب الكبير والناس تصرخ والكبير يدوس على أشلاء الصغير والمسجد الخالي يذوب مع المآذن يحترق وعليه صورة طفلة ركعت على أنفاسها من ذا يصدق أنها.. ذهبت هناك لتختنق؟ صلواتها تبكي يتوه نحيبها بين الحريق والمنبر المسكين في وسط الحريق كأنه طفل.. غريق * * * الناس تلقي نفسها بين اللهب وصراخ أطفال وحزن أرامل والكل يسأل.. ما السبب؟؟ النار منا تقترب النار يا أمي تدمر دارنا.. هذي دماء الدار تسقط من ثنايا.. ثغرها أكلت عيون الدار ألقت في اللهيب بسحرها ذبحت شجيرتنا التي عشت الحياة بعطرها * * * الدار يا أماه طفل يحترق.. صدري من الدخان يصرخ.. كاد صدري يختنق أماه.. النار مني تقترب أماه إني أختنق أماه... أماه...
فاروق جويدة (10 فبراير 1946 - ) شاعر مصري. ولد في محافظة كفر الشيخ، وعاش طفولته في محافظة البحيرة، تخرج من كلية الآداب قسم الصحافة عام 1968، وبدأ حياته العملية ...