الديوان » العصر الأندلسي » ابن أبي البشر » سرى طيف من أهوى فهل هو مسعدي

عدد الابيات : 36

طباعة

سرى طيفُ من أهوى فهل هو مُسعدي

فاطلبُهُ عنه بانجاز موعدي

ألمَّ بنا وَهناً وقد غَلَبَ الرُّبا

بسحَم من صبغِ الحنادس أسودِ

فقلُ له والليلُ ينجابُ مَرحباً

وأهلاً وسَهلاً بالصباح المجدَّدِ

وجاذَبَ عطفيه اعتلاقِيِ فانثنى

تَثَنِّي غُصنِ البانةِ المتأوِّدِ

نظمتُ عليهِ عِقدَ لَثمٍ مُفَصَّلاً

بلؤلؤ دَمع من تُؤلم ومُفرَد

احِسُّ بقلبي كُلَّما رُمت ضَمَّهُ

لهيبَ جَوىً من خِلبه المتوقِّدِ

ولولا بروقُ الثِّغر اخفى اجتماعَنا

دُجى كُحُلٍ ما مسَّ جَفناَ باثمدِ

تفَرَّدَ لم يُقصَد بكحلٍ وإنّما

ترادف تكرار الحديثِ المردّدِ

عزمتُ على فَتك بطيفٍك في الكرى

فماذا ترى مولاي أنتَ وسيدي

فلا ورٌضابٍ من ثناياك باردٍ

لذيذ متى نسئل به الكاسَ يَشهَدَ

وما زُر فِنَت صُدغاكَ إلاّ لأنَّها

لنا شرك فاقنَص متى شئت واصطَد

غَنيتَ بسيفٍ من جفونِكَ منتَضىً

فما بالُ سَيفٍ في نجادِك مُغمدِ

أبضت وَجضناتُ الوَردِ إلاّ استكانَةً

لوجنَةِ مكحُولِ للحاجرِ اغيَدِ

حبيب أرى خصب الزمان ابتسامَه

ولو كنتَ في عيش من البؤس انكد

أقبِّل خدِّ الكاسِ تذكار خَدِّه

وقلبي رهين عند ذاك المورد

واملؤ عيني منه والشوك مُقلِقي

ففي كُلّ لحظٍ نظرةُ المتزوِّدِ

ولمّا تناجَت بالعيون قلوبُنا

وفي اللحظ مُجدٍ بالوصال ومُجدِ

عرفتُ مكانَ الريِّ من ظمأ الجوى

ولكنني مستودع غُلّة الصَّدي

أرى جَنَتَّةً قد أيعنت ثمراتُها

وعَزَّت فما تجنى بعين ولا يَدِ

وجُردٍ حميناها للناهِلَ بعدما

قذفنا بها في فرقدٍ بعد فرقدِ

إذا انعمسَت في ظلمةِ الليل اشعَلت

لها البيدَ أطرافُ الرماحِ فتهتدي

فلمّا بدا الإصباحُ مَدت عيونها

إليه وظنّتهُ شريعةَ مَورِدِ

ترقت بها الآمالُ حتّى توصَّلَت

إلى ذي المعالي المصطفى ابن محمد

أما والخٍفاف البيضِ والخيل ترتمي

بابطالها تحت القنا المتقصِّدِ

لأمنع من في الأرضِ دُرةَ لجة

ولبدة ضرغامٍ وجار المؤيد

أقام معِزُّ الملك المملّك رايةً

بها يهتدي من كان ليس بمهتدِ

إذا قلتُ يوماً قد تناهضت صنيعةٌ

له وايادٍ جمّة عاد يبتدي

وإن قلتُ قد أوفى على الأمس يومُه

أتى بالذي يوفي على اليوم في الغد

تضوعَ طيبُ الفِعلِ عن طيبش مَولِدٍ

نماهُ وطيبُ الفرع عن طيبِ مَحتدِ

عرتني من وَشكش الفِراق صبابَةً

عَدمِت اصطباري عندها وتجلَّدي

فلا اكتحلَت بالغُمضِ عيني فإنني

أفارِقُ بَدرَ التِمِّ حُفَّ باسعَدِ

فتىً قلبهُ أمضى من السيفِ جُرأةً

وراحَهُ أندى من العارضِ النَّدي

ولوا رجائي أن يؤوب مسلِّماً

وشيكاً على رَغم العدا زرت ملحي

لئن كنتُ قد واليتُ بالنظم مَدحَه

فكم من يَدٍ وغلى اليَّ ومن يَدِ

سأشكره شكر الرياض لمزنَةٍ

تروح عليها بالعهاد وتغتدَي

لعمرك ما ورد جني ونرجسٌ

با طيب من عَرف الثناء المخلَّدِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ابن أبي البشر

avatar

ابن أبي البشر حساب موثق

العصر الأندلسي

poet-Ibn-Abi-Al-Bishr@

66

قصيدة

101

متابعين

علي بن عبد الرحمن بن أبي البِشر الكاتب الصقلي البلنوبي الأنصاري. أديب وشاعر من القرن الخامس الهجري أصله من صقلية، هاجر منها الى مصر بعد احتلال النورمنديين لصقلية، في أيام ...

المزيد عن ابن أبي البشر

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة