الديوان » مصر » ولي الدين يكن » هاجتك خالية القصور

عدد الابيات : 73

طباعة

هاجتك خالية القصور

وشجتك آفلة البدور

وذكرت سكان الحمى

ونسيت سكان القبور

وبكيت بالدمع الغزي

ر لباعث الدمع الغزير

ولواهب المال الكثي

ر وناهب المال الكثير

حامي الثغور الباسما

ت مضيع آهلة الثغور

إن كان أخلى يلديزا

مخلي الخورنق والسدير

أو فاستسرت من سما

ها أنجم بعد الظهور

فلتأهلن من بعدها

آلاف أطلال ودور

بعد النجوم ثوابت

والبعض دائمة المسير

ضائت عقود الملك ما

بين الترائب والنحور

والشيخ بات فؤاده

في أسر ولدان وحور

ما زال معتصر الخدو

د هوى ومهتصر الخصور

وإذا انقضت ليلاته

وصلت بليلات الشعور

أهدى الفتور لقلبه

ما باللواحظ من فتور

واستنفرته عن الرعا

يا كل آنسة نفور

تختال من حلل الصبا

بة في الدمقس وفي الحرير

والجند عارية منا

كبها مقصمة الظهور

خمص البطون من الطوى

دقت فعادت كالسيور

إن الزمان يغر ثم

يذيق عاقبة الغرور

وعظتك واعظة الفتير

ورأيت منقلب الدهور

ومشى الزمان إليك بال

أحزان من بعد السرور

قد كنت ذا القصر الكب

ير فصرت ذا البيت الصغير

وربيت في مجد الأمير

ولم تمت موت الأمير

لما سلبت الحكم قل

ت الحكم لله القدير

هل كنت ترضى أولاً

ما قلت في الزمن الأخير

ورآك جندك ضارعاً

لهم ضراعات الأسير

لقد استجرت بمعشر

ما كنت فيهم بالمجير

أنذرت لكن لم تشأ

تصديق أقوال النذير

وأثرتها شعواء تد

لف تحت رايات المثير

ملمومة الأطراف تن

زو بالصدور إلى الصدور

تم التكافؤ تحتها

فسطا النظير على النظير

أسد هصور في الوغى

يسعى إلى أسد هصور

يا مسغب الأجناد قد

اشبعت ساغبة النسور

هي غارة لكنها

دارت على رأس المغير

من ذا استشرت لها ولم

تك في الزمان بمستشير

لقد استطرت بشر يو

مك كل شر مستطير

وخترت يا عبد الحمي

د وما استحيت من الختور

إن الخفور سجية

فاذهب فما لك من خفير

إن الثلاثين التي

مرت بنا مر العصور

وهبتك تجربة الأمو

ر فعشت في جهل الأمور

ورددت عارية الخلا

فة بعد ذلك للمعير

من كان يدعوك الخب

ير فلست عندي بالخبير

لله أجساد ثوت

بين الجنادل والصخور

باتت على خشن الثرى

من بعد مضجعها الوثير

كانت زهور شبيبة

لهفي على تلك الزهور

نضرت سنين ولم تذق

من لذة العيش النضير

سقيت مياه دمائها

والروض رقراق الغدير

كم خلفها من صبية

يتمت ومن شيخ كبير

يترقبون مآبها

إن المآب إلى النشور

وممنعات في الخدو

وتموت حزناً في الخدور

ترجو زيادة صبها

نبت الزيارة بالمزور

لم يُجدها نصح القبي

ل ولا تسلت بالعشير

أودى الردى بنصيرها

فغدت تعيش بلا نصير

فشكلتها بلسانها

والزن في طي الضمير

نوح الطيور يهجيها

فتنوح من نوح الطيور

لا بالعشي تفيق من

بث ولا عند البكور

لو أن للأيام ال

سنة لصاحت بالثبور

عجت رواحلها وقد

سئمت مواصلة الكرور

فترى شعوباً في أسى

وترى شعوباً في حبور

أبداً تدار كما يرا

د وأمرها بيد المدير

من عاش يستحلي الشرو

ر يموت من تلك الشرور

لما أديل عن السرير

بكاه عبّاد السرير

نذروا النذور لعوده

هيهات يرجع بالنذور

أسفوا عليه وإنما

أسفوا على المال الدرير

والبعض بات جريره

فسما يتيه على جرير

طلبوا له عفو الغفو

ر وشذ عن عفو الغفور

قلص ظلالك راحلاً

ودع البرية في الهجير

ويح الربوع الدائرا

ت إلى م تبقى في دثور

ماذا نرى إحدى العوا

صم أم نرى إحدى القفور

الأفق مغبر الصحي

فة والبرى خافي السطور

والملك بينهما يطل

على السباسب والبحور

كالشمس تبدو من وراء

السحب في اليوم المطير

وإذا تجلى وجهها

يزهو بنور فوق نور

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ولي الدين يكن

avatar

ولي الدين يكن حساب موثق

مصر

poet-waliy-al-deen-yakun@

90

قصيدة

286

متابعين

ولي الدين بن حسن سري بن إبراهيم باشا يكن،شاعر مصري تركيّ الأب شركسيّ الأم. ولد سنة 1873م في استانبول ثم انتقل الى القاهرة، توفي اباه وعمره 6 سنوات، فتكفل به ...

المزيد عن ولي الدين يكن

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة