الديوان » العصر العباسي » بديع الزمان الهمذاني » حديقة الجو غضي هذه الحدقا

عدد الابيات : 39

طباعة

حديقة الجو غضي هذه الحدقا

يا ويح طرفك ما أغرى به الأرقا

غوري لطيبة الأردان تمطلني

مطل الغني حياء منك أو فرقا

يا قرة العين ما هذا الشماس فقد

حسنت خلقاً فهلا مثله خلقا

تصرّم الليل إلا معتلى نفس

هلا قضيناه تقبيلاً ومعتنقا

والليل منسدل الأعراف منتظم الأ

طراف محتمل الأعطاف ما وسقا

بحر ولكنه طاف جواهره

طام علينا ولكن نأمن الغرقا

كأنما البدر معشوق وقد نثرت

يد الثريا عليه العين والورقا

نفسي فداؤك من ليل على قمر

على قضيب مُنثالِ حقف نقما

فرب آهة وجد لو لفحت بها

إلى الحديد غداة البين لانفلقا

وزفرة يوم ساروا لو دلفت بها

إلى المودّع قيد الرمح لاحترقا

أتبعتها زفرات بعد ما ظعنوا

فهن يغمرن في أجفاني الطرقا

أللحبيبة أمشي وهي ظاعنة

أم للشبيبة أنْضو بُردها خلَقا

جاء الشباب بليل لم يكن ظلماً

وأطلع الشيب صبحاً لم يكن فلقا

هو الزمان أتى إلا على رمقي

وقد تطاول يبغي ذلك الرمقا

وهمة في المعالي قد سحبت لها

على المكاره من أذيالها سرقا

أمطت عنها لثام الشك معترفاً

ونطتها بسواد الليل منفلقا

فمل أقل لهموم النفس قد كذبت

ولم أقل للسان الفجر قد صدقا

ولم يرُعني طرف البيد مطّرفاً

ولا ثناني طرف الليل منطبقا

وما شربت بكاس العز مصطبحاً

حتى تجشمت ورد الليل مغتبقا

ولم أبت بيد الحسناء معتصما

حتى ظللت بعرف الليل معتنقا

ولا أبيت الحشايا ما حييت فقد

هجعت في صهوات الخيل مرتفقا

فليهنني المجد مرفوعاً دعائمه

فقد تصبب فيه سالفي عرقا

ولتهنني الحضرة الشماء أخدُمها

فقد سريت إليها الوخد والعنقا

ولتهن شمس المعالي أنك ابنُ أب

ورثته خَرَزاتِ الملك والخِرقا

يا ملء عِطف الليالي أنت من مِلك

وملء عين المعالي منظراً أنقا

صغ المجرة طوقاً والسها شنفاً

لما ركضت فقد أعيا وقد سبقا

واجعل له فلك الجوزاء مرتبَطاً

وأجره فوق قرن المشتري طلقا

واحلل عن الملك شداً أنت عاقده

على مطامح نفس تملأ الأفقا

بهمة تطأ الجوزاء مفتَرَعا

وعزمة تسَعَ الدَّهْناء مخترقا

ثم ابنِ فوق الطباق الخضر من شرف

يفرخ الدهر في أظلالها طبقا

يا من روى لِيَ من أخباره سِيَراً

وناط بالشمس من آثاره أفقا

لو أنها شجر لادّاركت زهراً

وأسّاقطت ثمراً واثّاقلت ورقا

فانهض إلى الملك طلاّباً إليه يداً

واتلع إلى المجد طلاعاً له عنقا

يا عائف الورد لم تعذب موارده

فإن وردت فلا طرقاً ولا رنقا

وتارك الأمر غير الحلم رائده

فإن ترده فلا طَيْشاً ولا نَزَقا

للّه أنت وأمر أنت بالغه

وبالْحَرَى في المنى باللّه أن تثقا

للّه مكنون سر أنت بالغه

يوماً أغر يناجي صبحه فلقا

ليدنِيَ اللّه أمراً ظل مبتعداً

ويفتح اللّه باباً بات منغلقا

كأنني بين أيام وقد كشفت

غطاءه ولسان الدهر قد نطقا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن بديع الزمان الهمذاني

avatar

بديع الزمان الهمذاني حساب موثق

العصر العباسي

poet-Badi-Zaman-Hamdani@

147

قصيدة

784

متابعين

أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني، أبو الفضل.(358هـ-398هـ/969م-1008م) أحد أئمة الكتاب. له (مقامات - ط) أخذ الحريري أسلوب مقاماته عنها. وكان شاعراً وطبقته في الشعر دون طبقته في النثر. ولد في ...

المزيد عن بديع الزمان الهمذاني

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة