الديوان » العصر المملوكي » شهاب الدين الخلوف » يا مجيب الدعا وغوث الأسير

عدد الابيات : 123

طباعة

يا مجيب الدعا وغوث الأسير

يا مزيل الأذى وجبر الكسير

يا منير الدجى وكافي البلايا

يا عظيم الرجا وعون الفقير

يا إله الورى وكهف الأيامي

يا كثير العطا وعز الحقير

أنت دخري ومنفذي وملاذي

أنت عوني ومنجدي ونصيري

أنت ربي وخالقي ومغيثي

أنت حسبي ورازقي ومجيري

أتت سؤلي وبغيتي ومرادي

أنت عزي وعمدتي وظهيري

ليس إلاك آخذ بالنواصي

ليس إلاك مستغاث العتور

ليس إلاك عالم بالخفايا

ليس إلاك مالك للأمور

ليس إلاك جالب لسروري

ليس إلاك دافع للشرور

وامح ذنبي واختم بخير وكن لي

في حياتي وموتتي ونشوري

واكشف ضري وعافني واعف عني

وقيني هول منكر ونكير

وآوف ديني واحفظ بني بأمن

واكف آبائي حر نار السعير

وارحم المسلمين يوم تجازى

كل نفس بفعلها المسطور

واقض بالعود للزيارة وامنن

برجوع لبيتك المعمور

لست أرجو سواك أم كيف أرجو

لمصابي غير اللطيف الخبير

حاش لله أن أخيب وأمري

ليس يخفى عن السميع البصير

رب إني قد مسني الضر فارحم

يا مجيب الموله المضرور

واستجب لي بما استجبت لنوح

ولشيت وآدم المبرور

وللوط وللخليل وموسى

ولعيسى الفتى ويحيى الحصور

ولذي النون والعزيز وذي الكفل

وايوب والذبيح الصبور

ولهود وصالح وشعيب

ولطه المؤيد المنصور

وآجل كربى وبدل الخوف أمنا

وآمح عسري بآية التفسير

وأهد قلبي وتب علي ووفق

واكفف النفس عن تعاطي الفجور

واجعل العلم في الحياة شعاري

وأنبسي لدى المماة ونوري

واجر أمري على الجميل ودبر

وصف رقى بأحسن التدبير

أنا عبد وأنت رب وحسبي

أن شان العظيم حفظ الحقير

أنا ذو فاقة وأنت غني

وسبيل الغنى إعطا الفقير

أنا راج وأنت مولى وحاشا

أن ينيل الكريم غير الكثير

يا حريقا بنار عي التصابي

يا غريقا في بحره المسجور

يا خليلا في تيه وادي الخطايا

يا عليلا بداء دار الغرور

يا بعيدا عن عيش دهر خصيب

يا فقير من الزمان العسير

فأنا يؤت بالمآثم فاصرف

أوجه العذر للعفو الغفور

فأنا بؤت بالمآثم فاصرف

أوجه العذر للعفو الغفور

لا تسد باب أمرك فاصبر

وكل الأمر للعلي الكبير

أو يكن هد ركن صبرك فالجأ

باستناد إلى الصبور المجير

فعلى الله من توكل ينجو

من دواهي الهوى وكيد الكفور

فهو حسبي إليه فوضت أمري

حسبي الله في جميع الأمور

ضاع عمري وما اتبعت نصيحا

آه من جرأتي ومن تقصيري

وآرتكبت الذنوب جهلا وأنى

بنجاة لجاهل مغرور

من معيني إذا دعيت لحتف

من مغيثي من هول يوم مصير

لا تخيب توسلي ورجائي

يا مغيثي على ممر الدهور

خبت إن أم غير بابك قصدي

يا ملاذ الأمير والمأمور

وهل العقل يقتضي أن يرجى

للدواهي غير العزيز القدير

فأقبلن قصتي ووقع عليها

قد حيوناك بالنوال الغزير

وأقمناك في مقام رضانا

وكسوناك خلعة التخبير

وجعلناك في الذين ارتضينا

لمديح الحبيب صدر الصدور

ألنبي الرضى الكريم المفدى

الرسول التقي البشير النذير

مظهر الحق مطهر الحق طه

نقطة الكون علة التصوير

فاتح المكرومات كنز المعالي

خاتم الرسل كوكب التنوير

صاغه الله قبل كل وجود

من جمال ومن جلال ونور

أكمل العالمين خلقا وخلقا

فهو ملء العيون ملء الصدور

حل في ذروة العلى وتجلى

فهو الشمس في علا وظهور

لو رأى الفيلسوف نجم علاه

ما قضى للنجوم بالتأثير

أو درى جوده المنجم باهى

وقضى للسحاب بالتقصير

أو نال الصباح بعض سناه

لأضا منه حالك الديجور

أو أعاد الريا شداه عبيرا

لزكى الكون كله بالعبير

من لميلاده انطفت نار كسرى

وتداعى إيوانه بالخرور

من له غاض ما بحيرة ساوى

ودعا سقف قيصر بالثبور

من تجلت لأمه أعلام بصرى

وأرتها الشام أقصى القصور

من له الشمس أوقفت وأعيدت

لعلي ولارتقاب العير

من له البدر انشق نصفين كيما

يعلن الجاحدون بالتكبير

من له الجذع حن شوقا وخوفا

من أليم النوى وشر الدحور

من بكفيه سبح الصاد جهرا وخوفا

باسم رب العلا بحمد الشكور

من على صهوة البراق ترقى

إذ له قد أناب بعد النفور

من بهالضب والغزالة لاذا

فأجيرا من حادث التغيير

من له أخبر الذراع بسم

وله الفحل دان غير نكير

من لميقاته الحجارة جاءت

وأتاه النخيل للتستير

من حماه الحمام في الغار لما

أحكم العنكبوت نسج الستور

من أجار البعير مما دهاه

إذ أتاه كالخائف المستجير

من أعاد القضيب في الكف سيفا

وبها فاض نبع ماء نمير

من على الرمل إن مشى لم يؤثر

وتراه مؤثرا في الصخور

من كفى الألف بالصواع وأروى

ظمأ الجيش بالحليب اليسير

من حبته الصبا مسيرة شهار

بانتصار على العدو الكفور

من سقته السحاب لما دعاها

ووقته من حر نار الهجير

من بمس أدر ضرع عناق

وبمسح أعاد شعر الصغير

كم مخوف كفى وكم من مهول

وكم من بصير شفى وكم من ضرير

كم جهول هدى وكم من ضليل

كم سؤال أغنى وكم من فقير

كم هموم جلا وكم من كروب

كم سموم وقى وكم زمهرير

أحرز الباس والندى بعطاه

وضباه قلائد في النحور

صاحب التاج والشفاعة حقا

ولوا الحمد والمقام الشهير

صاحب الطرف والظبا والعوالي

صاحب الشاة والحذا والبعير

صاحب المعجزات خير رسول

قام يدعو بسيفه المشهور

أول آخر ظهورا وبعثا

ظل وفاخر بأول وأخير

أم بالرسل والأملاك طرا

في مقام الإجلال والتوقير

وعلا للعلا فحل محلا

جل مقداره عن التقدير

ورأى الحق كيف شاء جهارا

وحباه بكل خير كثير

من ظهيري إذا سئلت كفاحا

عن مقام النقير والقطمير

من مجيري وليس غير رجائي

من غذيري ولست بالمعذور

فدعوني أبكي وأندب نفسي

قبل فوت بدمع جفن غزير

غل ماء الدموع يطفىء جمرا

شب في مهجتي لفرط غروري

ما أبالي وقد قصدت كريما

كون ذنبي يجوز حد الكبير

كيف أخشاه والحبيب شفيعي

وحسابي على الكريم الغفور

يا بصيرا بما أبان لساني

يا عليما بما أكن ضمير

يا كريم النوال يا من تعالى

عن شريك وصاحب ووزير

يا رحيما بالمؤمنين ويا من

جل عن مشبه له ونظير

يا عفوا عن العصا إذا ما

حسنوا الظن بالحليم القدير

بانكساري بقربتي بخضوعي

بافتقاري بذلتي بقصوري

بأنيني بعبرتي باطراحي

بنواحي بكربتي بزئيري

باسمك الأعظم الكريم بما قد

خطج في اللوح من كلام خطير

بالكتاب العزيز بالصحف بالتوراة

بالإنجيل الرضا بالزبور

بصفات الكمال بالذات عزا

بجلال التهليل والتكبير

ببها الملك بالملائك بالعر

ش بالأفلاك بالصبا بالثبور

بحمى البيت بالصفا بالمصلى

بحراء بطيبة بثبير

بعلا بيتك المقدس بالأرض

بما حاز أفقها بالطور

بسنا العقل بالعوالم بالر

وح بالأنفاس بالبهاء بالنور

بهداة الورى بكل ولي

ونبئ ومرشد وندير

بأبي القاسم الشفيع المرجى

خيرة العالم السراج المنير

ببنيه بآله بذويه

وبأصحابه الهداة البدور

ودعاه بأنت خير عبادي

وحبيبي وصفوتي ومنيري

فقل يسمع واشفع تشفع وسلني

أعطك اليوم رتبة التصدير

يا بليغا يروم حصر علاه

أيطول السماك ذو تقصير

كيف يحصى القريص وصف لبيب

خصّ بالمدح في الكتاب المنير

لكن الحزم أن تحرك ثناه

ببديع المنظوم والمنثور

عل حوك المديح يكسب أمنا

من عوادي دهر مبيد مثير

فلهذا جعلته لي ذخرا

في حياتي وعدتي للنشور

حاش لله أن يضلل سعيي

في مديح محبر موفور

هو أسنى من أن يخب صبا

جعل المدح فيه خير سفير

وهو أعلى من أن يرد مديحي

أو يجازى وهو الفتى باليسير

فاهن يا ابن الخلوف سوى تجازى

بنعيم وجنة وحرير

وتوقى بمدحه كل هول

وتلقى به أتم سرور

فعليه الصلاة تتبع تترى

بسلام يفوق نشر الزهور

وعلى الآل والصحابة طرا

وعلى أتباعهم ليوم المصير

ما أجاب الإله عبدا ذليلا

قام يدعوه في المسا والبكور

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن شهاب الدين الخلوف

avatar

شهاب الدين الخلوف حساب موثق

العصر المملوكي

poet-Shehab-Al-Din-Al-Khalouf@

401

قصيدة

64

متابعين

أحمد بن محمد بن عبد الرحمن شهاب الدين. شاعر تونسي، أصله من فاس، ومولده بقسنطينة، وشهرته ووفاته بتونس اتصل بالسلطان عثمان الحفصي، وأكثر من مدحه. زار القاهرة أكثر من مرة. ...

المزيد عن شهاب الدين الخلوف

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة