الديوان » لبنان » أسعد خليل داغر » ايه فردون إننا منصتونا

عدد الابيات : 50

طباعة

ايهِ فردون إننا منُصتونا

حدثينا عما جرى حدثينا

طبق الارضَ ذكرُ مجدكِ حتى

رددته املاك عليينا

ذكر مجدٍ في الخافقين صداهُ

رنّ والدنيا تستعيدُ الرنينا

نشرته الصبا فأنشأ في النا

س ارتياحاً وصبوةً وحنينا

ذكرُ مجدٍ من طيهِ يعبق النش

ر فيزري بالمسك من دارينا

ذكرُ مجدٍ ما دار في في الفم إلا

كبَّر السامعون والذاكرونا

كبَّروا كلهم جهاراً وصاحوا

هكذا المجد ينبغي أن يكونا

فتش الباحثون في المجد تاريخ

المعالي يستنطقون القرونا

فرأوا فيه أن مجدكِ هذا

لم يدون له الرواة قرينا

وصفه يعجز البليغ ويلقي ال

روعَ في قلب ابرعِ الكاتبينا

نتملَّى جماله ما بقينا

وتذكرنا يومكِ الميمونا

ذلك اليوم سوف يحفظ عيداً

لخلاص الدنيا من الظالمينا

فيه أبطالكِ الحماة الصناديد

انبروا للدفاع مستبسلينا

لم يخصُّوا دفاعهم بكِ بل هم

دافعوا عن حرية العالمينا

وقفوا للغزاة وقفة آسا

دٍ امام العرين تحمي العرينا

في وجُوهِ الالمان من بدءِ هذي ال

حربِ فردونُ قمت سداً متينا

بكِ شلت في وقعة المرن يس

راهم فلم تقوَ أن تمدَّ اليمينا

حلتِ دون امتداها وعليها

رُغت ضرباً حتى قطعتِ الوتينا

وابنُ غليومَ بالتحرك أغرا

ها ومنها لم يلق الا سكونا

هكذا كان ذلك اليوم والالما

نُ ولوا في المرن منهزمينا

كُسروا كسرةً تردى وليُّ ال

عهد فيها خزياً وعاراً وهونا

كنت مِدعاةَ ما تعنَّاهُ يوم ال

مرن اذ هجت في حشاه الشجونا

وعليكِ استشاط والغلُّ فيهِ

ظلَّ من ذاك الحين يغلي دفينا

ولإِدراك ثأره منك أنضى

عزمهُ حالفاً عليهِ يمينا

ومضى في استعداده مستجيشاً

من ألوف المجربين مئينا

وقضى فيهِ نحو عشرين شهراً

مستثيراً عليكِ حرباً زبونا

لم يفرط في ما رآه كفيلاً

أن يكون انتصارهُ مضمونا

وإذ استوفى ما أراد وألفى

كلّ شيءٍ بامرهِ مرهونا

أصدر الامر بالهجوم فرجت

حولكِ الارض من خطى الهاجمينا

وعليكِ الجيوش كالسيل طموا

فيلقاً تلو فيلقٍ زاحفينا

ومن الشرق والشمال تصدوا

لكِ مستقتلين يقتحمونا

وتنزوا على قلاع ضواحيك

انقضاض القضاءِ ينقضونا

ما حمتكِ الحصونُ بل حامياتٍ

ناضلت عنك وهي تحمي الحصونا

هم تباروا في الذود عنك مشاةً

يسبقون الركبان والطائرينا

وتجاروا اليهِ يستسهلون ال

صعب فيهِ بل يزدرون المنونا

وتواصوا أن يثبتوا ويصدوا

عن صياصيك كرة الهاجمينا

وتفانوا فيهِ وهم غير موتٍ

في سبيل الدفاع لا يبتغونا

باذلين الحياة طوعاً لكي يب

قى حماكِ العزيز حراً مصونا

وتجافوا عن راحةٍ ورفاهٍ

بهما كانوا قبلُ مستمتعينا

وأَعدوا عزماً يفلُّ شبا الا

غازين بل يفري أضلعُ الدارعينا

ولعينيكِ واصلوا السهُّد حتى

منعوا النوم أن يزور العيونا

ولعيني فردون سلوا سيوفاً

ما أرادت غير الصدور جفونا

وتلقوا عنك الحديد بضربٍ

ساحقٍ منهُ قلبهُ أو يلينا

لم يرعهم أن العداة عليهم

هجموا كالبناءِ مرصوصينا

مزقوا شملهم وعنكِ على الأع

قاب ردُّوا جموعهم ناكصينا

زعموا أن وصل فردون سهل

فرأوا دونهُ ربىً وحزونا

ما استفادوا من بذلهم نصف ملي

ونٍ ولو زادوا فوقهم مليونا

هم شبُّوا عليك ناراً وإِذ أن

قذتِ منها كانت لهم أتوُّنا

وابتغوا نهلة انتصار فباؤُوا

يجرعون الزقوم والغسلينا

ورأوا أنهم بقيا فردريكٍ

وحاموكِ رهط نابليونا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن أسعد خليل داغر

avatar

أسعد خليل داغر حساب موثق

لبنان

poet-Assad-Khalil@

45

قصيدة

52

متابعين

أسعد خليل داغر اسعد بن خليل داغر: اديب لبناني. ولد في (كفر شيما) وتعلم في الجامعة الامريكية ببيروت. واشتغل بالتدريس في مدرسة للاميركيين باللاذقية، وانتقل إلى مصر فعمل في تحرير ...

المزيد عن أسعد خليل داغر

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة