الديوان » لبنان » خليل الخوري » تجاورني وتنفر في نداكا

عدد الابيات : 27

طباعة

تجاورني وَتَنفُر في نَداكا

وَتَهرُبُ إِن دَنَوتُ إِلى لُقاكا

تَبَربر أَعجَميّاً لَستُ أَدري

كَلامَكَ حَيثُ أَزعَجَني بُكاكا

فَوَيحَكَ يا غُرابُ البَينُ ماذا

وَراءَكَ أَيُّ شَيءٍ قَد عَراكا

تَقَرَّبُ في نَعيّكَ مُشكِلاتٍ

وَتُبعِدُها إِذا رُمت الفَكاكا

وَتَطلُب في جِوار النيل دَمعي

كانَّ الفَيض لَم يَكفِ إِرتواكا

تُشيرُ إِلى الشَمال عَلى إِضطِرابٍ

فَيَظلُم بي الجُنوبُ لَدى نِداكا

لَقَد أَبطَأتَ وَيحَكَ مُستَطيراً

تُخبِرُني بِطارِقَةٍ وَراكا

وَنَحنُ البَرقُ يَخدمنا بِعَصرٍ

بِهِ قَد صارَ يُضحِكُنا سَراكا

جَعَلتَ الاَزبَكية في عُيوني

كَسجنٍ لا أُطيقُ بِهِ الحِراكا

كَأَنَّ غُصونَها لَيلٌ بَهيمٌ

تَغَشاني فَحَيَرني إِرتِباكا

وَعَهدي بِاليَمامَةِ في حِماها

تُغازِلُني عَلى أَمنٍ عِداكا

فَقُمتَ مَكانَها أَشقى بَديلٍ

وَأَخبَث صاحِبٍ عَثَرت خُطاكا

تُشيرُ إِلى اليَمامة وَهِيَ صَرعى

بمخلب خاطِفٍ نَصبَ الشِراكا

مُصابٌ قَد أَطارَ الرُشدَ حُزناً

فَكانَ أَشَدَّ بُؤساً مِن بُكاكا

إِلا يا أَيُّها الرَجُلُ المَعنّى

أَذابَ قُلوبَنا سَهمٌ رَماكا

فَما أَنا يا سَليمُ سَليمُ عَقلٍ

إِذا شَخصتُ هَولاً قَد دَهاكا

غَريبٌ قَد جَنَنتَ عَلى غَريبٍ

بِدارٍ قَد حَرَمتَ بِها صَفاكا

سَطا فَجَنى عَلَيكَ الآن دَهرٌ

مَضى بِأَعَز شَيءٍ مِن جِناكا

مَضى غَدراً بِوَردِ صِباكَ يَخفي

حَبيبتكَ الَّتي سَلَبَت نُهاكا

وَكانَت وَردَةً مِن غَير شَوكٍ

فَكانَ الشَوك حُزناً في حَشاكا

مَهاة الشام أَين دَفنتُموها

بِأَرض الروس لا تَجد اِنفِكاكا

أَرى لُبنان يَدعوها مُشَوِقاً

لِوادٍ في حِماهُ بِهِ حِماكا

وَلَكن لا رجاءَ وَلا مُجيبٌ

سِوى رَجع الصَدى فَأقصر عَناكا

تَجَلد وَاَستَعن بِاللَهِ تَحيي

فُؤاداً كُل بَغيتهِ لُقاكا

وَلا تَسقط أَمام الدَهر ضُعفاً

فَإِنَّكَ قَد أَطَلتَ لَهُ عِراكا

فَما هَذي الحَيوة سِوى غَرورٍ بِهِ

الأَنام تَختبط اشتِباكا

فَكُن بِالحَقِّ مُعتَصِماً رَشيداً

وَلا يَعلو الضَلالُ عَلى ذَكاكا

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن خليل الخوري

avatar

خليل الخوري حساب موثق

لبنان

poet-Khalil-Khoury@

94

قصيدة

61

متابعين

خليل بن جبرائيل بن يوحنا بن ميخائيل. شاعر، كاتب وأديب ولد في الشويفات بلبنان وتعلم في بيروت وأنشأ بها جريدة (حديقة الأخبار) سنة 1858م، ثم جعل مديراً للجريدة الرسمية ومطبعتها ...

المزيد عن خليل الخوري

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة