أمشِي على خطوِها، ترتدُّ عن غدِها
أحتاجُها فتضيقُ الأرضُ في يدِها
 
أمدُّ روحِي على أجفانِ حيرتِها
فلا تمدُّ لقلبي غيرَ موعدِها
 
أعودُ منهَا إليهَا لا أبدِّلُها
مهمَا تبدَّلَ في دنيا تعدُّدِها
 
أَعدُّ أيامَي العطشَى بضحكَتِها
فأرتوي، قبل أن آتي لموردها
 
وأغرِفُ الصبرَ من دَمعٍ شرقت بهِ
في عَينِها، فأرَى جمعِي بمفردِها
 
وأبصر الحب في وَجهٍ أمرُّ بهِ
مُستَحييًا، فأصلِّي فَرضَ مَسجدِها
 
لا أستريحُ إذا أتعبتُ فكرتَها
ولا أنامُ بلا أنفاسِ مرقدِها
 
ولا أضلَّ بها مهمَا ضللتُ بها
لأنَّ أدعيتي صحَّت بمسنِدها
 
أقول للريحِ: لا تأتي مجلجلةً،
فشال أمِّي نبيٌّ في تفرُّدِها
 
وأبيضُ الفجر من أنوارِ طَلعتِها
وأسودُ الليلِ من أَحزانِ أسودِها
 
وكلُّ زهرةِ حُبِّ من بنفسَجِها
وكلُّ ليمونةٍ من غصنِ مِبردِها
 
آمنتُ بالعَيشِ في ركنٍ تُحيطُ بهِ
آمنتُ بالكون ظلا خلفَ مقصدِها
 
بدينِ دمعتِها الثكلَى،
بقِبلَتِها
بخُلدها
بحكايا من تورُّدها
 
الموجُ ينبعُ مِن آيَاتِ مُخملِها
والشمس تشرقُ في منفى تهجُّدها
 
والذكريَاتُ رحيلٌ حائرٌ، وأنا
أدورُ فيها كَطيفٍ غيرِ مُبعدِها
 
تحنُّ لي فيحنُ الجرحُ في كبدِي
لصوتِها لأغانيها لمَوقِدها
 
لكلِّ حبةِ رملٍ تحتَ خطوتِها
لبيتِها قبَّة الدُّنيا، لمَقعدِها
 
أحبُّهَا تحملُ الآلامَ في دَمِها
أحبُّهَا تكملُ المعنى بمِروَدِها
 
أحبُّها جنَّةً في الأرضِ تحمِلُني
لجنَّةٍ تكتسِي من بَعضِ أغيَدِها
 
أحبُّها، ولغاتُ الأرض عاجزةٌ
في وصفها،
وأنا أرنو لمشهدِها
 
كأنَّني أُخرِج التاريخ من جسدي
وأدخل الحلمَ من أبواب معبدها