الديوان » عبدالناصر الجوهري » أقرأُ حُبَّكِ الغالي

دثَّرتُ للإبْحار بعْضَ زوارقي
والجذْبُ..
يجرفُني إلى الشَّلالِ
وكأنَّني
لا جسْرَ لي
إلا قصيدُ قريحتي ؛
فطويتُ حلِّي ،
وترحالي
لا جسْرَ لي
كلُّ الجُسور تهدَّمتْ
بكتائب الإذْلالِ
ضُمِّي المشاعرَ ؛
لا أنا في العير،
أو وسط النَّفير على رؤوس القوم،
بلْ أشقى بموالي
عطشي لبئْر ٍمالحٍ
والعِشْقُ يرْعدُ كاشفًا حالي
وكأنَّني
لا جسْرَ لي
غزليَّةٌ لُغتي هنالكَ كُبَّلتْ
بسلاسل الإقْصاءِ ،
والإحلالِ
وكأنَّني
لا جسْرَ لي
إلا ابتسامةُ مرأةٍ
في العِشْقِ تهْجرُني
وما هدل الغرامُ بنبرهِ القتَّالِ
وارتجَّ قلبي مثل بُرجٍ من زجاجٍ مائلٍ،
مِنْ وقْع زلازالِ
وفررتُ مِنْ حُرَّاس إطْنابي
وأبعدْتُ اللِّقا عنْ عسكر الوالي
لم أنسَ يومًا حينما
بعْثرتِ أشْيائي،
وأحلامي،
وأسمالي
فاستبشري ستظلُّ أحرفُ والهٍ
تُدمى بداوتهُ،
ويغْلي دمْعهُ البالي
الشَّوقُ يسْبُقني إليكِ
كما الشِّغاف
وظاهرًا في أُشْطر الأبياتِ،
أو في مُعْجم الأبدالِ
كالطِّفْل أجعلُ منْكِ في قلبي
دُمىً،
وألوانًا لأشْكالِ
اللَّيلُ ذئْبٌ جائعٌ
وتردُّني حتى عشيَّاتُ الجوى
تأتي بأهوالِ
وكأنَّني
 لا جسْرَ لي
أرجوكِ ألا تقْطعي سُبلاً
تضمُّ الآن أوصالي
علَّمْتِنِي
ألا أُبدِّلُ خافقي
ألا أُحِبُّ بزهو مُخْتالِ
علَّمتِنِي
غُمْيضةَ الكِتْمان،
أنْقُلها إلى الأجيالِ
علَّمْتِنِي
لا فرْقَ بين الوقتِ كل الوقتِ
أو بين الأماكن،
والجهاتِ؛
لأنَّها تمضي إلى عينيكِ
تقرأ حُبَّكِ الغالي
إنَّ المُؤملَ صار غيبًا غامضًا
فاستقبلي
همساتِ رحَّالِ
أَوَلَنْ تذوقي لوعةَ العِشْق المُيَّتم؛
فافتحي
شاخ الهُيَامُ بـــسوركِ العالي
كالمُبْتلى
منفاىَ في صدْري أضاق بعاشقٍ،
أمْ ذنب إلْهامٍ ،
وتشْبيهٍ ،
وأقوالِ؟
فقوائمُ الفقْدِ المُودَّعِ فوق أكتافِ المجاز..
تعلَّقتْ فيها القوافي
فوق أثقالي
إنِّي سأرحلُ تاركًا خلفي مُعلَّقتي،
جراري،
خُرقةَ الأحمالِ
ليس الفراقُ سفينتي
بل إنَّها صيرورةُ الآجالِ
ومُودَّعًا
لا جسْرَ لي
إلا ضفافُ النَّهر ،
والعُشْبُ المُهدَّدُ مِنْ سواد جحافل الدَّجَّالِ
مَنْ قال :
إنِّي جاحدٌ أنْكرتُ عشْقَ مليحة الأفْضالِ
فالحُبُّ أجْمل ..
مِنْ جميع غنائم المالِ
الحُبُّ أجْمل..
حتى لو أتى في نقْمةِ الأصفادِ ،
والأغلالِ
أنا لسْتُ أولُ فاقدٍ
فَقدَ الفؤادَ بــــنظْرةٍ ريَّانةٍ
وتراقصتْ بالعين آمالي
وكأنني بين السَّما
وأنْجمُ الذِّكرى انتبهْتُ تريدُ إنزالي
فسكبْتُ ضوءَ العِشْق بين أناملي
وحبسْتُ منْهُ واحدًا
ومُطْلِقًا
مِنْ بَعْدِه التَّالي
فمراتبُ العُشَّاق تُمْنحُ بالوُصولِ..
لحضْرةِ  التَّحنان ،
أو لسجيَّة الصَّلْصالِ
لتصرُّفٍ أُترْجمُ الهَوَى
إلى ثقةٍ وإجلالِ
قال الصبَّاحُ عبارةً
يبكي هواهُ:
أنا الوفيُّ ،
وفي انتظار رسائل المِرْسالِ.

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن عبدالناصر الجوهري

عبدالناصر الجوهري

12

قصيدة

عبد الناصر الجوهري، شاعر مصري من مواليد 1970. حاصل على الليسانس في الحقوق من جامعة المنصورة. صدر له حتى الآن أكثر من خمسة عشر دواوينًا شعريًا ومسرحيتين من النص الطويل. حصل على عدة جوائز آخرها

المزيد عن عبدالناصر الجوهري

أضف شرح او معلومة