عدد الابيات : 28
بِـيَ الذي بك فاطرقْ بابَ مُـرْتقِبِ
ولو تأخّرتَ بعدَ اليومِ جئتُـكَ بي
تقولُها كلّما أقبلتُ مُنكسرًا
وفي الملامحِ ما يُحكى من العتَبِ
فقلت: يا مَنْسَكَ العشاقِ ها أنا ذا
أجُـرُّ أقصايَ أشكو عنكِ مغترَبي
وأنتِ ما غاب من أهليك من أحَدٍ
إلا وحدّثَني عن سوءِ مُنْقَـلَبِ
تَـوَدُّ كُلُّ شموسِ الأرضِ لو صُلِبَتْ
على ضُحى القبّةِ الخضرا ولم تغبِ
للهِ يا خيرَ جنْبٍ يُستجارُ بهِ
كأنّ كُلّ ظلالٍ فيكِ بيتُ نبي
سما ثراكِ على كلّ الذُّرى وروى
شذاكِ أعبقَ ما يُروى من العجَبِ
فلا يُلامُ الذي ظنّ النخيلَ على
ثراكِ واقفةً رأسًا على عَـقِبِ
يفديكِ من فُقِئتْ عينا بصيرتِهِ
فردّ كُـلَّ حديثٍ عنكِ للكذِبِ
وكيف يعرفُ طُهر الأرضٍ في بلَدٍ
من كان مُنحدرًا من تُرْبةٍ جُنُبِ
إذا روى لسواكِ الناسُ مكرمةً
فعن مسيلِمةٍ يروي أبو لهَبِ
وقفتِ من دورةِ الأفلاكِ زاهيةً
كأنّكِ الغايةُ القصوى من السببِ
لو كان في جنةِ الفردوسِ محتطِبٌ
فالطينُ فيك له حِنّاءُ مختضبِ
هذي المدينةُ لا تُفضي منافذُها
حتى يعودَ إليها كلُّ مغتربِ
تعُدُّ في كلّ يومٍ أهلَها لترى
هل بات من أهلها راجٍ ولم يُصِبِ
أرضٌ إذا شَهِدَ التاريخُ أبصرَها
كأنها زورقٌ في لُجّةِ الحِقَبِ
ولو يذُرُّ على الطوفانِ تُرْبَتَها
لذوّبته وألقى الدُرَّ عن كثَبِ
أيُّ المدائنِ إلّاها إذا ذُكِـرَتْ
لمستَ في كلّ شيءٍ نبْضَ مُنجذِبِ
ولو هززتَ بها غُصْنًا تداعبُهُ
أطَـرْتَ عنه ملاكًا غيرَ مُضطربِ
ولو وقفتَ بها كيدًا إلى أحَدٍ
وقفتَ منها على جُرْحٍ على عَصَبِ
فلن تـقَـرَّ على غير الذي رضيَتْ
لأهلِها، وكذا المنسوبُ في النسَبِ
تلك التي كُلُّ ما فيها يحدُّثني
عن خير مُصطحِبٍ في خير مُصطَحَبِ
عن الزبيرِ عن العباسِ عن عُمَرٍ
عن الحسينِ يسوسُ الناسَ وهو صبي
عن الذين أداروا كوكبًا وسموا
إلى العُلا يسِمون المجدَ للعربِ
قومٌ إذا أسرجوا خيلًا إلى زُحَلٍ
لكان كوكبُهُ من جملةِ السلَبِ
ولو أردتُ لقلتُ: الفحلُ صاحبُها
فلا يُرى الفحلُ فيها غيرَ منتقبِ
محمدٌ كاسرُ الدنيا وجابرُها
وراكلُ الأرضِ في تيارها اللجِبِ
وهذه طيبةٌ فاقرأْ بها ولها
على المنابرِ عني سورةَ الأدَبِ
20
قصيدة