لا يَملك الميِّتُ المقبورُ من ضررِ
!وليس يملك ظل النفع للبَشرِ
فيم اللجوءُ له؟ وقد غدا أثراً
هل عاقلٌ يترك الأعيان للأثر؟
ثوى ، وجندله قبرٌ يُغربلهُ
وصيّر الدود ذكراهُ إلى خبر
الميِّت اليومَ مُحتاجٌ لزائرهِ
يدعو المليك له بالخير والظفر
إن التوسل بالأموات مَخبثةٌ
ولا يقوم بها مَن كان ذا بصر
إنا نُشيِّع للقبور مَن هلكوا
لكي نُعاين ما في الأمر من عِبَر
ونَردِمُ القبر بالتراب في جلدٍ
وقد غفلنا عن الدروس والنُّذر
والأمرُ أكبرُ من مَيْتٍ نشيّعهُ
أو جثةٍ ألقيتْ في غائر الحُفر
زيارة القبر تُزكي الاعتبار به
عند الشدائد أو في لُجة الغِيَر
هذا هو الشركُ ، فاحذرْ مِن عَواقبه
فالشركُ يُحبط ما عمِلتَ ، فادّكر
اُدع المهيمن في سر ، وفي علن
سبحان ربك من حيِّ ومقتدر
الحي تتركه لميتٍ أكلتُ
جثمانه الأرضُ؟ يا للمبطل الأشر
أتترك القادر الوهاب ملتجئاً
لعاجز ما له شيء من القُدَر؟
إني نصحتُ ، ورب الناس يأجرني
لن يذهب العُرف بين الله والبشر
إذا انتفعتَ بما نصحتُ يأجرُني
أو قدْ رددتَ فما عليَّ مِن خطر
1954
قصيدة