الديوان » المخضرمون » ربيعة بن مقروم الضبي » لمن الديار كأن لم تحلل

عدد الابيات : 50

طباعة

لِمَنِ الدِيارُ كَأَنَّ لَم تُحلَل

بِجَنوبِ أَسنُمَةٍ فَقُفِّ العُنصُلِ

دَرَسَت مَعالِمَها فَباقي رَسمَها

خَلَقٌ كَعُنوان الكِتابِ المحولِ

دارٌ لِسُعدى إِذ سُعادٌ كَأَنَّها

رَشَأٌ غَرير الطَرفِ رَخصُ المفصَلِ

شَماءُ واضِحَةُ العَوارِضِ طِفلَةٌ

كَالبَدرِ مِن خَلَلِ السَحابِ المُنجَلي

وَكَأَنَّما ريحُ القُرُنفُل نَشرها

أَو حَنوَةُ خَلطَت خزامي حَومَلِ

تَعتادُهُ بِفُواقِها وَجَرِيَّةٍ

وَتُقيلُهُ بِسَرارِ رَوضٍ مُبقِلِ

وَكَأَنَّ فاها بَعدَ ما طَرَقَ الكَرى

كَأسٌ تُصَفِّقُ بِالرَحيقِ السَلسَلِ

لَو أَنَّها عَرَضَت لِأَشمَطَ راهِبٍ

في رَأسِ مُشرِفَةِ الذُرى مُتَبَتِّلِ

جَآرُ ساعاتِ النِيامِ لَرَبِّهِ

حَتّى تَخَدَّدَ لَحمُهُ مُستَعمَلِ

لَصَبا لِبَهجَتِها وَحُسنِ حَديثِها

وَلَهَمَّ مِن ناقوسِهِ بِتَنَزُّلِ

بَل إِن تَرى شَمطاءَ تَقرَعُ لمَّتي

وَحَنا قَناتي وَاِرتَقى في مَسحَلي

وَدَلَفتُ مِن كِبرٍ كَأَنّي خاتِلٌ

قَنَصاً وَمَن يَدبُب لِصَيدٍ يَختِلِ

فَلَقَد أَرى حُسنَ القَناةِ قُوَيمَها

الكَنَصلِ أَخلَصَهُ جَلاءُ الصَيقَلِ

أَزَمانٌ إِذ أَن وَالحَديدُ إِلى بلى

تَصبى الغَواني مَيعَتي وَتَنَقُّلي

وَلَقَد شَهِدتُ الخَيلَ يَومَ طِرادِها

بِسُلَيمِ أَو ظِفَةِ القَوائِمِ هَيكَلِ

مُتَقاذِفُ شَنجِ النَسا عَبلِ الشَوى

سِباقِ أَندِيَةِ الجِيادِ عَمَيثَلِ

لَولا أَكَفكِفُهُ لَكادَ إِذا جَرى

مِنهُ الغَريمُ يَدُقُّ فَأَسَ المَسحَلِ

وَإِذا جَرى مِنهُ الحَميمُ رَأَيتَهُ

يَهوي بِفارِسِهِ هَوِيَّ الأَجدَلِ

وَإِذا تُعَلَّل بِالسِياطِ جِيادُنا

أَعطاكَ نائِلُهُ وَلَم يَتَعَلَّلِ

فَدعوا نَزالِ فَكُنتَ أَوَّلَ نازِلٍ

وَعَلامَ أَركَبُهُ إِذا لَم أَنزِلِ

وَلَقَد جَمَعتُ المالَ مِن جَمعِ امرئ

وَرَفعتُ نَفسي عن لَئيمِ المَأكَلِ

دَخَلتُ أَبنِيَةَ المُلوكِ عَلَيهِم

وَلشَرُ قَولِ المَرءِ ما لَم يَفعَلِ

وَشَهَدتُ مَعرَكَةَ الفُيولِ وَحَولَها

أَبناءُ فارِسَ بيضُهُم كَالأَعبَلِ

مُتَسَربِلي حَلَقِ الحَديدِ كَأَنَّهُم

جُرب مُقارِفَةُ عَنِيَّةَ مُهمَلِ

يَجُّرونَ نَشّاباً سَريعاً مَرهُ

فيهِ جَرائِدَ مَن تخالط تَقتُلِ

فَحَبست مُحتَبِساً سَيالاً صابِراً

نَفسي رَجاءُ ثَوابٍ رَب مِفصَلِ

وَلَرَبِّ ذي حَنَقٍ عَلَيَّ كَأَنَّما

تَغلي عَداوَةَ صَدرِهِ كَالمرجَلِ

أَوجيتُهُ عَنّي فَأَبصَرَ قَصدَهُ

وَكَوَيتَهُ فَوقَ النَواظِرِ مَن عَلِ

وَأَخي مُحافِطَة عَصى عَذّالَهُ

وَأَطاعَ لِذَّتَهُ مُعَمٍّ مخوَلِ

هَشٍّ يَراح إلى النَدى نَبهتُهُ

وَالصُبحُ ساطِعُ لَونِهِ لَم يَنجَلِ

فَأَتَيتُ حانوتاً بِهِ فَصَبَّحتُهُ

مِن عانِقٍ بِمَزاجِها لَم تَقتُلِ

صَهباءَ صافِيَةَ القَذى أَغلى بِها

يَسِرٌ كَريمُ الخيمِ غَيرَ مُبَخَّلِ

وَمُعَرِّس عَرض الرِداء عَرستهِ

مِن بَعدِ آخرَ مِثلِهِ في المَنزِلِ

وَلَقَد أَصَبت مِنَ المَعيشَةِ لينَها

وَأَصابَني مِنهُ الزَمانُ بِكَلكَلِ

وَمَطِيَّةٍ مَلَتَ الظَلام بَعَثتُهُ

يَشكو الكَلالَ إِلَيَّ دامي الأَظلَلِ

أَودَ السُرى بِقتالِهِ وَمراحِهِ

شَهراً نَواحِيَ مُستَتِبٍّ مَعمَلِ

نَهجٍ كَأَن حَرثُ النَبيطِ عُلوبُهُ

ضاحي الموارِدِ كَالحَصيرِ المُرمَلِ

أَخلَصتُهُ صُنعاً فَآضَ مُحَملِجاً

كَالتَيسِ في أُمعوزِهِ المُتَرَبَّلِ

فَإِذا وَذاكَ كَأَنَّهُ ما لَم يَكُن

إِلّا تَذَكّرهُ لِمَن لَم يَجهَلِ

وَلَقَد أَتَت مائَة عَلَيّ أَعَدها

حَولاً فَحَولا إِن بَلاها مبتلِ

فِإِذا الشَبابُ كَمبذلٍ أَنضَيتهُ

وَالدَهرُ يبلي كُل ّجدة مبذلِ

هَلّا سَأَلتَ وَخَيرُ قَومٍ عندَهُم

وَشفاءُ غَيِّكَ خائِراً أَن تَسأَلِ

هَل نُكرِمُ الأَضيافَ إِن نَزَلوا بِنا

وَنَسودُ بِالمَعروفِ غَيرَ تَنَحُّلِ

وَنَحلَ بِالثَغرِ المَخوفِ عَدوّهُ

وَنَرُدُّ خالَ العارِضِ المُتَهَلِّلِ

وَنُعينُ غارِمَنا وَنَمنَعُ جارَنا

وَنَزينُ مَولى ذِكرِنا في المَحفَلِ

وَإِذا اِمرؤُ مِنّا جَنى فَكَأَنَّهُ

مِمّا يَخافُ عَلى مَناكِبِ يَذبُلِ

وَمَتى يَقِم عِندَ اِجتِماعِ عَشيرَةٍ

خُطَباؤُنا بَينَ العَشيرَةِ يَفصِلِ

وَيَرى العَدُوَّ دُروءاً صَعبَةً

عِندَ النَجومِ مَنيعَةِ المُتَأَوِّلِ

وَإِذا الحَمالَة أَثقَلَت حَمّالَها

فَعَلى سَوائِمِنا ثَقيلِ المَحمَلِ

وَيَحِقُّ في أَموالِنا لِحَليفِنا

حَقاً يَبوءُ بِهِ وَإِن لَم يَسأَلِ

نبذة عن القصيدة

المساهمات


معلومات عن ربيعة بن مقروم الضبي

avatar

ربيعة بن مقروم الضبي حساب موثق

المخضرمون

poet-Rabia-Al-Dhabi@

23

قصيدة

43

متابعين

ربيعة بن مقروم بن قيس الضبي. من شعراء الحماسة، ومن مخضرمي الجاهلية والإسلام. وفد على كسرى في الجاهلية، وشهد بعض الفتوح في الإسلام وحضر وقعة القادسية.

المزيد عن ربيعة بن مقروم الضبي

اقتراحات المتابعة

أضف شرح او معلومة