عدد الابيات : 24
اتركوني ومَن أحب فؤادي
لستُ منكم يا جوقة الأوغادِ
كم قتلتم بالترهات وصالاً!
وسفكتم دماء كل وداد
وقهرتم بالشائعات إباءً
ورميتم بالغيّ كل رشاد
وافتريتم على البرئ كثيراً
بعد أن أرسى أعذب الأمجاد
ونويتم تشتيت زوج وبيتٍ
بعد هدم الأركان والأولاد
لم تضحّوا من أجل إحقاق حق
لم تقوموا بواجب الإرشاد
لم تكونوا ردءًا ودرعاً ونوراً
في دياجير العائدات الشداد
حصحصَ الحقُ فاتركوني وشأني
ورجوعي عن باطلي خيرُ زاد
كم خسرتُ بهزلكم كل خير!
وفضِحتُ بالكيد في كل ناد!
وتخلفتُ عن بلوغ الأماني
وطعنتُ في كل شِعب وواد
وافترى عني الوالغون بعِرضي
كل زيفٍ أصابني بالسهاد
وجُعلتُ للحاقدين متاعاً
وعليّ الأنذال بالمرصاد
فارحموني يا أهلُ مما فعلتم
وذروني لمَن عليه اعتمادي
حسبيَ الله لا أقول سِواها
ورضا ربي مَطمحي ومُرادي
وهْو بيني وبين مَن ظلموني
ليس يُجدي تلوّمي وعِنادي
واجترأتم على تحدي شريفٍ
هو سلوى مشاعري وفؤادي
وكذبتم لتكسبوا كل ودٍ
واستبحتم يا أهلُ خير العِباد
وهتكتم بالظن عِرضاً عفيفاً
بيننا يحيا طيّب الإعتقاد
والتقيتم على التشفي جهاراً
دون حق ، كلٌ بحربة عاد!
أنسيتم تحذير خير البرايا
من وبال التخبيب والإفساد؟
صارحوني ماذا أردتم بهذا؟
إنما الأشقى والأضل البادي!
كان أولى أن تنصحوا وتداووا
وتردوا مَن بالطلاق يُنادي!
وتراعوا الجَبار في كل أمر
وتخافوا من هول يوم التناد!
1954
قصيدة