عدد الابيات : 26
يا صاح قد طال العناءْ
والحق غاب ولا لقاءْ
فارقتَ أهلك مُكرهاً
من بعد أن كنت العَزاء
وكذا اغترابك عنوة
ويزيد في اللقيا العناء
عجباً لأمرك كله
أنا حائرٌ في الادعاء
وتقول مشتاقٌ إليـ
ـهم ، أنت مِن هذا بَراء
أتشم من هذا القرنـ
ـفل عطره؟ ذاك الهراء
حتى إذا جاؤوك رحـ
ـت تردهم ، وبلا حياء
وأراك تخترع اللجا
ج ، ولا ترى لهمُ البقاء
الناسُ تمسك بالصغيـ
ـر تضمه ، فهو البهاء
وتدلل الأطفال دو
ماً بارتياح والنساء
وتداعب الأولاد تأ
خذهم إلى حيث الصفاء
أما القساة قلوبهم
فعيالهم رهنَ الفناء
أيطيب عيشك في الخلا؟
أترى السعادة في الخلاء؟
أتحب كل رقيعة؟
أتحب إقبال المساء؟
ولك المواعيد الكثيـ
ـرة ، بات شيمتك الوفاء
وإذا نصحت فلا استما
ع ، ولا استجابة أو ولاء
وأراك تسعى للضيا
ع ، بلا تروٍّ ، في خفاء
لكنْ علانية تسيـ
ـر ، ولا تراعي مِن إخاء
كم ذا أعاتب فيك عقـ
ـلاً غائباً ، وبلا رياء!
لكنما أحرقت كـ
ـل ورودنا ، حتى الحُداء
ومشيت وحدك للظى
بالله: أنت وما تشاء
يا صاحبي: إن القرنـ
ـفل في يمينك كالضياء
حافظ عليه ، وصُنه من
كيدٍ يُدبّره الغفاء
وأنا نصحتُ ، وإنْ تكنْ
مِن خلتي فدع الغباء
1954
قصيدة