عدد الابيات : 25
في الدرب أشلاء الجيادْ
وكأنها ظل الجمادْ
كيف انشغلتُ بآهتي
يا نفسُ من بعد الحياد؟
حتى متى نحيا ويقـ
ـتلنا الترنم ، والحِداد
ودماؤنا ، وطيوفنا
بالكاد يشربها الجراد
ونبيت في آمالنا
أسرى يُعرقلنا الفساد
ونجمِّع الأموال ، نحـ
ـسب أنها نعم العماد
ونرقّع الدنيا بديـ
ـن مليكنا ، أين الرشاد؟
وهناك من أبناء جلـ
ـدتنا كثيرٌ في الجهاد
هم يغسلون العا
ر ، رغم نعاسنا ، نعم العِباد!
ودمُ الشهيد على البطا
ح ، كما السنا ، يُزْكي الفؤاد
والروح للقيوم طا
رت ، تحتفي ، يا للسداد!
والجسم عاد إلى الثرى
والأجرُ ليس له نفاد
وتحقق النصر الذي
كان المؤمل ، والمراد
والشعر أحياه الصدى
أبداً ، ولم يخبُ المِداد
والساحة امتلأت لهيـ
ـباً من عراقيب الجياد
والكون زف البُشريـ
ـاتِ ، مُغرداً يُقري البلاد
والنفسُ بيعتْ بعدُ بيـ
ـع الشيء في هذا المزاد
ونقدّم الشهداء يو
ماً بعد يوم ، والعتاد
تا الله ، ما نصرٌ يُحقـ
ـق بالأماني ، والزناد
ويح الأماني ، والرؤى
هذي الأماني كالرماد
النصر تصنعه الحنيـ
ـفة والرجولة ، والجلاد
والنصر تعبئة النفو
س بسالة ، تعسَ الرقاد!
والنصرُ فوزُ المرء بالـ
ـجنات في يوم المعاد
هي موتة ، سيموتها الـ
إنسان فيما الإبتعاد؟
ما أشرف الأشلاء تهـ
ـدَى للجنان ، بلا اعتداد!
1954
قصيدة