عدد الابيات : 16
عجبتُ للناس إذ بالموبقات رَضُوا
وحاربوا مَن على التضليل يعترضُ
وكم عجبتُ لمن في الهزل ليس ينِي
كأنه مُغرمٌ بالرجس والدّخنِ
وكم عجبتُ لمن ولتْ شبيبتهُ
ثم استبدّ ولم يُدركْ بليتهُ
وكم عجبتُ لقوم في الهُدى زهِدوا
وفي تقاليد أهل الباطل اجتهدوا
يقلدون نصارى الأرض في نهمِ
وفِسقهم في البرايا بالغ العظمِ
وبات للحب عيدٌ في مَرابعهم
وفي الديار بقايا مِن فظائعهم
ما الاحتفال بعيدٍ لا أساس له؟
أم العقولُ غزاها المسّ والبَلَه؟
هل اليهود بأعياد الهُدى احتفلوا؟
كلا لأنهمُ في السلم ما دخلوا
إني أسائلُ مَن في غيّهم رتعوا
هل يا ترى مِللَ الكفار قد تبعوا؟
لم التشبهُ بالكفار يا همجٌ؟
وهل به أزماتُ الناس تنفرج؟
أما قرأتم كتابَ الله دون هوىً؟
والنص كالشمس كلَ البيّنات حوى
يا قوم توبوا إلى الرحمن واعتبروا
فكم ينالُ رضا المليك مُدّكر
والله سَن لكم عيديْن قد عُرفا
فمن يطبقْ يحُز بين الورى الشرفا
(الفطرُ) بعد صيام الشهر فرحتنا
بالاحتفال به تتم بهجتنا
وبعده يُقدِم (الأضحى) نتيهُ بهِ
وليس عيدٌ بعيدَيْنا بمشتبهِ
1954
قصيدة