عدد الابيات : 16
وعيدٍ أتانا بالدجُناتِ يلهَجُ
فأين تولى فرْحٌ عيدٍ ومَبْهَجُ؟
جراحٌ وآلامٌ وسُحقٌ ومحنة
وهجمة غرب ما له قط منهج
ومحقُ ديار ، أهلها لم يُعربدوا
كما عربد الغربُ الكفورُ المُهَرّج
وتشريدُ أطفال ، وهدْمُ مدائن
ألا إنما الغربُ الصليبيُ أهوج
وحرقُ زروع أبهجتنا ثمارها
يُنوعتها من طلعة الصبح أبلج
وفتنة صِيدٍ عن تعاليم دينهم
ونيرانها في كل صُقع تأجج
وجيل من الهيجاء فرّ تخوفاً
فأمسى بقايا بالدما تتضرج
ألا أيها الجيلُ المُعَنّى ألا انتبهْ!
لمَا أنت فيه البيضُ والخيلُ تسرَج
فجابهْ عدواً كيدُه اليومَ عارمٌ
قد اقتحم الهيجا ، وأمسى يُعَجعِج
ألا تستحْيي أن يأسر القومَ مُشركٌ؟
أو ان يغتصب النسوانَ علجٌ مُغنج؟
ألا إن يوم العيد يُشرق فجره
إذا أنتمُ ثرتم ، ولم تتحرجوا
وكنتُ أريد العيد فرْحاً وبهجة
ومُتعة قلب في الدجُنات يَرهج
وعذبُ تحايا وانطلاقٌ ورحمة
وذكري وتذكيرٌ وشعرٌ مُدَبّج
ولكنْ ترانيم الأسى خلفتْ جوىً
وحزني بحبري والقراطيس يُمْزج
لأني صريحٌ واقعيٌ منافحٌ
ويكرهني الشعر الكذوبُ المدبلج
1954
قصيدة