عدد الابيات : 31
أكادُ أكَذب هذا الخبرْ
فهل أخطأت مُقلتاي النظرْ؟
وهل سمعتْ أذناي الصدى؟
أم السمعُ مما اعتراه انتحر؟
وهل خانني الوعي مستكثراً
عليّ الذي قال هذا الأشر؟
حسِبتك مستعففاً مؤمناً
تخاف من القاهر المقتدر
وتعبدُ رب الورى موقناً
بما عنده من جميل الأجُر
تصلي وتُحسنُ أن تتقي
ولست كمن بالمعاصي جهر
وتدعو إلى الله عبداً عصى
وتتلو الكتاب لكي يزدجر
وترعى الذمار ، وتحمي الحمى
وتصدعُ بالحق بين البشر
وتأمر بالعُرف أهلَ الهوى
ببرهانك الواضح المعتبر
وتنهى الخلائق عن منكر
ولست بإتيانه تنبهر
وخابت ظنوني التي خِلتها
تصحّ بمن – للهُدى يفتقر
وخلفني الظن في حَيرةٍ
وهاجت همومي ، وحل الضجر
إذا خرج العبدُ من مسجدٍ
وصلى ، وبعد الصلاة ذكر
وأنصت حيناً ، وحيناً تلا
أما كان أولى بأن يَدّكر؟
ولكن تجاوز في خِسةٍ
وغازل مستأنساً بالسمر
ونادى ، فلم أكترثْ بالندا
يريد الحقير قضاء الوطر
فأنشأ يُغري بأمواله
فهل يتحمّل مسّ سقر؟
فغلقتُ أبواب سيارتي
لكيلا أصاب بأدنى خطر
وطاوع إبليسَه راعناً
فأرجع – عبر الزجاج – البصر
فأبديتُ رفضي لما يرتجي
وأسدلتُ – خلف الزجاج الستر
وأسألُ: ماذا دهى عقله؟
غويٌ هو العبدُ إما فجر
إذا كان هذا هو (المبتدا)
فيا سوأتاه لقبح (الخبر)
كِلانا برب السما مؤمنٌ
ومن أسرةٍ عفةٍ ينحدر
كِلانا يُحكّم شرع الهُدى
وليس بأهوائه ينبهر
دع الفسقَ يُودي بأصحابه
وبالشيب يا صاح فلتنزجر
صحابك بالموت قد جُندلوا
ودونك أجداثهم ، فلتزر
ألا إنهم قد قضوْا نحبهم
وأنت – على دربهم بالأثر
فأقصرْ وتب ، ثم أحسنْ تفز
وإن – إلى ربك المستقر
يُنبأ كل امرئ ما أتى
فراجع ضميرك كي تبتشر
نصحتك – إي شاهدي ربنا
ودمعي – على وجنتيّ ينهمر
1954
قصيدة