عدد الابيات : 27
أيها الأوباشُ ، عزّ الطلبُ
ومِن الدعوى يفوحُ الكذبُ
حصحصَ الحق ، فلا تعتذروا
ما عليكم في التدني عَتب
خيبة حلتْ على أكبركم
والأشقاءُ الخزايا سَبب
حسرة في القلب تكوي غده
وبلاءٌ مِن عل ينسكب
وشقاءٌ يغمرُ النفس جوىً
ومُصابٌ شبّ فيه التبب
ودموعٌ تُغرق العين أسىً
وعذابٌ في صداهُ اللهب
وجراحٌ نزفها مُنفعلٌ
وإباءٌ في الدجى ينتحب
وشموخ هان يا أوبئة
وعلى الباغي اللظى ينقلب
وعلوٌ في الورى بدّدَهُ
كيد مَن بالموبقات اختضبوا
وكراماتٌ ثوى سُؤدَدُها
وانزوى خلف السراب النسب
لا تقولوا: ذا شقيقٌ أبداً
إنكم لم تفعلوا ما يجب
لا تقولوا: ذا أخونا ، فأنا
لستُ للصرعى إذن أنتسب
لا تقولوا: إنني أكبرُكم
بيننا ضاعت تروْن النِسب
لا تقولوا: ذاك منا ، فأنا
كلَ نذل منكمُ أجتنب
لا تقولوا: دمُه مِن دمنا
فدمي عن دمكم مُغترب
اصدقوا الناسَ ، ولا تخترعوا
منكمُ الصدقُ غدا ينتحب
لم تراعوا حُرمة شرّعها
ربنا المولى ، فلا تضطربوا
أنتمُ نارٌ بدربي اشتعلتْ
والأسى مِن وهْجها يلتهب
أيها الأوغادُ أنتم ألمى
ليتني من مَكركم احتجب
إنني قدمتُ خيري غرداً
عند لربي إنني أحتسب
فانتقلتم من ضنىً يقتلكم
وقلاكُم فقركُم والوَدَب
كنتمُ في الناس عِبئاً قذراً
واعتلتكم في البرايا الكُرب
ثم أصبحتم رُكاماً مَحِلاً
وقطيعاً في الورى يحترب
ليس عَوْدٌ بيننا – يا همَجٌ
أنتمُ في الناس بئس العصب
إنني في غيركم مُبتهجٌ
وبكم قلبي مَهيضٌ لجب
أحمدُ الله على فرقتِنا
ثم بعدَ اليوم – لا أكتئب
1954
قصيدة