عدد الابيات : 27
إنما نورُ المكرمات سبيلُ
والهُدى بين المُكْرَمين رسولُ
لكنِ الكيد المستريب طوانا
وعلى أشلاء الإخاء طلول
بيننا آبارٌ تؤجِّج ناراً
وعذاباتٌ في دُجاها الفلول
ونجوم الود الشريف تناءت
وأباد الإشراق فيها الأفول
وإخاءٌ – عبر الدُجُنّات عانى
ثم أردى الأطياف فيه الذبول
ليت شعري ، كيف الرجولاتُ ماتت
ثم سادت بين الأنام الذيول
واستبيح العِرض الكريم غِلاباً
وعلا – بين الخلق – نذلٌ عميل
لا تسلني كيف الوداد تولى؟
لا تسلني ، إن الجواب يطول
لا تسلني ، أنسابنا لا تساوي
ودمانا – بين البرايا تسيل
لا تسلني ، هذي الدماء ترابٌ
وإباءُ الأرواح فيها قتيل
لا تسلني عمّا كتبتُ بشعري
قد تناءى عني وعنك السبيل
لا تسلني ، كيف الأخوة زالت؟
ولماذا هذا الشقاء يطول؟
ولماذا بيني وبينك بُعدٌ؟
ولماذا الشكوى؟ وماذا الدليل؟
ولماذا لا نرتضي الوصل زاداً؟
ولماذا يُردي الإخاءَ عذول؟
قلتُ: كلا ، أنت الوئيدُ تمهّلْ
وجبانٌ – في المَكرُمات رذيل
ومصابٌ بالخذل قلباً وعقلاً
ووضيعٌ في النائبات خذول
ولكم عانيتَ الرقاد طويلاً!
وشحيحٌ – في التضحيات بخيل
أنت أخزى من قد عرفتُ ، وربي
وبطئٌ عند المصاب كسول
وعديم الأخلاق قولاً وفعلاً
وغليظ عند الإباء كليل
لم تكن يوماً مسلماً وحنيفاً
ثابتاً في أخذ الهُدى لا تميل
حيث لو أنت المُتقي ما ذللنا
لا ، ولم يَخمِش خافقينا العُجول
لم تكن تدري ما الرجولة حقاً
إنما أنت المستهين العليل
إنما لو كنت الكريم المُعَلى
لم يكن لي ذاك المقامُ الذليل
لم أكن – بين الخلق – يوماً مُهاناً
لم يكِدْ لي – بين البرايا الدخيل
فادفن الأخلاقَ التي لم تصُنها
فعساني يحنو عليّ خليل
وعساني ألقى رجالاً بقومي
وعساني يطوي استيائي الرحيل
1954
قصيدة