عدد الابيات : 72
مناقبُ في الورى كالمعجزاتِ
خُصصتِ بهنّ خيرَ الأمهاتِ
وأخلاقٌ عُرفتِ بها ، وسمْتٌ
وحسنُ الطبع من خير الهبات
وطِيبة مَحْتدٍ بلغتْ ذراها
وطيبُ الأصل من أحلى السمات
وآياتُ المكارم قد تجلتْ
ونبلُ النفس من أندى الصفات
وبذلٌ للخيور بلا حساب
وبذل الخير أرجى التضحيات
ونصحٌ للخلائق مستنيرٌ
على التقوى يُقيم البيّنات
وتعليمٌ لمن جهلوا وزلوا
فإن العلم أسمى الأعطيات
وصبرٌ في مواجهة المنايا
وعند الله أجر الصابرات
وحلمٌ ما له أبداً مثيلٌ
وإن الحلم دأبُ الصالحات
وحسنٌ في معاملة البرايا
وهذا من عظيم المَكرُمات
ولينٌ في الأمور إذا استشاطتْ
وحزمٌ إن دعا داعي الثبات
ونجدة مَن إليها جاء يشكو
لتدحَر عنه كيدَ العائدات
وإخلاصٌ لدين الله سام
يفوق جميع بذل المخلصات
وإخباتٌ بها بلغ الثريا
وبارك ربنا في المُخبتات
وصدقٌ في الفعال وفي النوايا
ومَن في الناس مثلُ الصادقات؟
وطيِّبة لها الإحسان طبعٌ
وسمتٌ ، تلك أم المحصنات
ومقبلة على الله احتساباً
وإن الله مولى المُقبلات
وداعية بعلم واصطبار
يُزخرف درب كل الداعيات
ووالدة تنال رضا بنيها
وربِّي ، تلك خير الوالدات
ومحصنة ، ويكفر مَن رماها
وسيرتها تسر الطيبات
عبادتها لرب الناس شرعٌ
تنال به ثواب العابدات
ومؤمنة لها التقوى سبيل
ودمعٌ قد تحدّر في الصلاة
وصومٌ لا يقاومه سواها
به فاقت جميع الصائمات
وجودٌ بالدراهم والعطايا
فهذي قدوة المتصدقات
وأم المؤمنين ، ونعم أماً
وأمَّ هذي للمؤمنات
ليرض الله عن أم وآل
لهم رُصدتْ جميعُ المعجزات
ومن قلبي أزرُّ الحب شعراً
وأمسك باليراعة والدواة
أزفّ تحيتي بالشعر فخراً
بخير العابدات الفضليات
وأنتخب الكلام لها احتراماً
وأوغل في رطيب تأملاتي
وأُولِي (عائشَ) الخيراتِ وُدي
وأهدي الشعر تاج الخيّرات
لها حبٌ بقلبي لا يُبارى
وأفديها رضيّاً بالحياة
وعنها أدفع العادين دفعاً
وأدْحضُ ما افتروْهُ من أذاة
واُبطلُ سحر مَن في الشعر غالوا
وساروا في دهاليز الغواة
وأعمِلُ في الغثا سيف انتقامي
لكي أجتث ألسنة الطغاة
وأردعُ بالقريض غرور قوم
رعاديدٍ دهاقنةٍ عُتاة
وأُخمِدُ فتنة هاجت وماجت
وأطفئ بالقصيد الشائعات
وأوهن كيد مَن كالوا الدنايا
وغاصوا في خِضم الموبقات
وأُرخص للبريئة جُل شعري
وآمالي وآلامي وذاتي
أقول لها: فداكِ اليوم نفسي
وشِعرٌ من سويدا القلب آت
ورؤياكِ الجليلة محضُ صدق
وفيها يزدهي عبقُ العظات
فقَرّي بالذي عاينتِ عيناً
ففي الرؤيا أريجُ الأمنيات
وفيها من علوم الغيب بُشرى
مُحمّلة بعذب الذكريات
سيؤنسُك الحبيب ، وإن يُوارَي
وحيداً مستجيباً للوفاة
سيبقى في جوارك ، فاستريحي
ولا تصغي لآهات النعاة
وهذا أول الأقمار حقاً
رسولُ الله سلطانُ التقاة
وثانيها أبوك بدون شكٍ
أبو بكر دفينٌ بالوصاة
رفيق للنبي مدى حياة
كذاك رفيقه بعد الممات
وثالثها (الفاروق) بلا جدال
شريكُهما ونبراس الأباة
ومن أبلى بلاءً لا يبارى
فبعد أبيك ذا خير الرعاة
ورابعة أراك لهم ، وهذا
لأنك من خيار المسلمات
حبيبة قلب (أحمدنا) ، ويكفي
رضاهُ عنكِ خير القانتات
مجاهدة لها رأيٌ وشورى
وراشدة تخوض المُعضلات
وبعدُ فقيهة في دين ربي
ويَصحبنا التفقهُ للنجاة
وتطرح ما تيسر من دليل
لتقنع مَن يجادل في أناة
لها في العلم مذهبُ من تربّتْ
على التقوى وآيٍ بينات
وسنة (أحمدٍ) ، فلها رواة
فأجملْ بالرواية والرواة
وثم طبيبة تصِف التداوي
لمن أضنته مَلهبة الشكاة
وعاشت كالمنارة وسط قوم
تناصح بالوصايا النيرات
وتكلأهم بعطف وافتخار
وهم للأم من خير الحُماة
لها رقّوا ، وما طلبته لبّوْا
وإن تنطقْ يلوذوا بالسكات
وصانوا ودّها في كل حين
وما افتتنوا بأهل الترهات
وكيف ينال (عائشة) لئامٌ
بسوءٍ لم يكن في الأوليات؟
ألا خاب الروافض من عشير
يشوّه صِيت خير المحسنات
ينال من العفيفة دون حق
ويطعن عِرض أطهر مبتلاة
وهم قد كذّبوا قرآن ربي
بذلك أصبحوا أشقى الجُناة
فآياتُ البراءة شاهداتٌ
لعائشةٍ بطهر المحصنات
وإني اليوم أنصرها بشعري
وأنصح بالقصيدة للدعاة
عليكم بالروافض أفحِموهم
ولا تخشَوْا أباطيل الغفاة
وقولوا الحق مهما كان مُراً
ومهما صدّ جبارٌ وعات
ومَن يقبلْ بسوء مِن ذويهِ
سواءً في البنين أو البنات
فهلْ يرضى لعائشةٍ بسوءٍ؟
معاذ الله رب الكائنات
1954
قصيدة