عدد الابيات : 33
بُحّ صوتٌ نادى على كل ساقي
مُستهيناً بما يرى ويُلاقي
زاجراً أفواجَ الغثا كي يُنيبوا
للمليك المُهيمن الخلاق
**************
صَدّقوني الخمورُ جُبُ الدنايا
وطريقٌ إلى البلا والمنايا
لن تُراعوا إما أرقتُم كؤوساً
كي تنالوا مرضاة رب البرايا
ما دهاكم إبليسُ غالى عليكم
حَلّ ضيفاً على الأشاوس منكم
فأحالَ التكريمَ قبحاً وعَارا
ثم أبدى بعضَ اعتذار إليكم
دارُكم ترجو الخير منكم كثيرا
بات دَورُ الشباب دَوراً كبيرا
(يَمنُ) السعد والسعادة ترقى
إن أفقتم ، والأمرُ أمسى يسيرا
ويمانيٌ فقهُنا دون شكِ
ويَمانيٌ كل سِلم ونُسْكِ
يا دياراً يُخيّمُ النورُ فيها
كم سألتُ التاريخ يا دارُ عنك
أيهذا السكرانُ بيتُك أولى
سيدٌ أنت للعيال ومَوْلى
كيف يغدو السِكّيرُ قوّامَ بيتٍ؟
هل يقودُ المَخمورُ داراً وأهلا؟
كم بهذا الإدمان ضاعَ أناسُ
بعدما جلى رجسَه الخناسُ
لستُ أدري كيف انحدرتُم جميعا؟
كيف حُرٌ يقتاده النخاس؟
تعسَ الحانُ كم أضل فئاما
إذ سقاهم مع الخمور السقاما
واستُبيحتْ بالخمر صِحة جسم
خل عنك يا ألمعيّ المُداما
قال قومٌ: في الخمر بعضُ شِفاءِ
قلتُ: كلا فيها عظيمُ الشقاءِ
لم يُحَرّمْ ربي الخمورَ اعتباطاً
هل حرامٌ يُزجي لنا من دواء؟
قال قومٌ: فيها المكاسبُ شتى
نشتري ما نرجو ، ونبني بيتا
كل جسم ينمو بمال حرام
هو للنار ، هكذا قد أجِبْتا
يا إلهي اغفرْ ذنب عبدٍ مُنيبِ
مَنْ لهذا غيرُ الإله القريبِ
كم نظنُ بالله ظناً جميلا
وانتظرنا سُؤلَ المليك المُجيب
1954
قصيدة