عدد الابيات : 29
(رفيدة) أبشري بالخير عُقبى
لأنكِ – في الجهاد – قطعتِ دربا
وأجزلتِ العطاءَ لنيل أجر
وخضتِ مع الجنود الشم حربا
وداويت الجراح بكل عزم
يريدُ الجرحُ تمريضاً وطبا
و(أسلمُ) فاخرتْ بكِ كل قوم
ويربط بينكم نسبٌ وقربى
وبذلُ الخير – للغير احتساباً
له الجناتُ – عند الله عُقبى
وطبك عَلمَ الدنيا التفاني
فكم داويتِ في الميدان صَحبا
وكم أنقذتِ أرواحاً رَداها
تمثلَ حاصداً رُوحاً وقلبا
وكان الطب أسرعَ من حِمام
يسوقُ لمن دهتْه الحربُ رُعبا
وطالعْنا المناقبَ لا تُبارَى
لمَن رَكبتْ لما نذرتْه صعبا
فكم حوتِ المصادرُ من سجايا
لفاضلةٍ قضتْ في الدهر نحبا
وكان الصِّيتُ أطولَ منكِ عُمْراً
وشرّفَ قارئين له وكُتْبا
لخير طبيبةٍ في خير قرن
ويُتحفُ هديُها عُجْماً وعُرْبا
ومَدْحُ نبينا لكِ كان سَبقاً
يُناولك الثوابَ الجَمّ كَسبا
وكان دعاؤه بُشرى قبول
ليَغفرَ ربُنا وزراً وذنبا
رُفيدة لقني الرفقاء درساً
فقد تخِذوا من الدينار ربا
فمعظمُهم بضاعتُه التشفي
وينتهبون مالَ الناس غصبا
فدكتورٌ به المرضى تعافوْا
ولكنْ بعد نهب المال نهبا
وآخر جدّ في نصب الأحاجي
وأمسى ينصبُ التدليسَ نصبا
ليُوهمَ بالمَخاطر مَن يُداوي
وعُوتبَ لم يُعِرْ سَمعاً لعُتبى
وبات الغش ديدنه ، لهذا
تضلع من جداوله ، وعَبا
وجاهرَ بالخداع بلا حياءٍ
وأوسعَ ناقديه أذىً وسبا
وأمسى الطبُ محرابَ المآسي
وبات العَوْدُ – للإيمان صعبا
وأصبحَ مَن يداوي الناس وَحشاً
ويملكُ في لقا الأعداء خِلبا
وأسْتثني قليلاً مِن كَثير
ندِبتُ له جَميلَ الوَصف ندبا
رأى دِيناً رسالته وتقوى
بها يمحو مليكُ الناس ذنبا
فليس يُغلب الأطماعَ تُزري
بصاحب هِمةٍ تُهديه حبا
(رفيدة) كنتِ للأخيار عَوناً
وبَذلُكِ كان نِبراساً ودَأبا
رجوتُك يا إلهي ، فارضَ عنها
ألا واجعلْ لها الجناتِ عُقبى
وألزمْنا الذي كانت عليهِ
وألحقنا بها أهلاً ورَكْبا
1954
قصيدة