عدد الابيات : 36
نهدي إليك تحية وسلاما
ومحبة ومودّة ووئاما
ونسوق أشواقاً تحبُ لك العلا
وشعورُنا بودادنا يتسامى
ونزفّ من أرَج الإخاء عطيره
ونريدُ للخيرات أن تتنامى
ونتوّج الأخ بالتعفف حِسبة
ليعيش في دنيا الأنام هُماما
ونراه سيدنا وأغنى قومِنا
ورجالنا أمسوا له خداما
هو بعد موت أبيه سيدُ أهله
مهما تحذلق حاقدٌ ، وتعامى
هو مرجعية قومِه في دينهم
هو عالِمٌ يستظهرُ الأحكاما
وهو الأمير إذا الحروبُ تسعّرَت
ناراً – تحرّق مَن طغى وضِراما
وهو الذي يقضي ، فيعدلُ بيننا
إذ قد ألمّ بشرعِنا إلماما
وجميعنا نرضى بفصل قضائه
لا نقضَ ساعتها ، ولا إبراما
لمّا نجدْه مضيّعاً لحقوقنا
مذ كان في هذي الحياة غلاما
بل كان ينصحُ كي يرانا في الذرى
إن النصيحة تصقلُ الأفهاما
كم صدّ عنا الإفك زخرفه الورى
وتعقب الأفاك والظّلاما
كم جاد بالأموال رغم خصاصةٍ
وعشيرُنا يستشهدُ الأياما
كم خصنا بحنانه ودعائه
حتى نحكّم بيننا – الإسلاما
ولذا فنحن نحبه ، ونبرّه
ومن التي هي لا تحب (حُساما)؟
ونراه أغلى من جميع نفوسِنا
هذا بأعباء الأخوة قاما
إن الأخوة نجدة ومروءة
وتفضلٌ يبني عُرىً ودِعاما
وتكرمٌ يدع النفوس رضية
من بعد أنْ مُلئت تُقىً وسلاما
وسل التكاليف التي نيطتْ بها
تجد الجواب يُفتحُ الأحلاما
هذي الأخوة صفوَة أصحابُها
وبها غدوْا بين الأنام كِراما
وسمَوْا بها فوق الخلائق رتبة
وهمُ الأجلُ مهابة وكلاما
أفعالهم طفقتْ تُطابق قولهم
إذ أكرموا إخوانهم إكراما
بذلوا فقيل: همُ السخاء جميعُه
ومحَوْا بما بذلوا دجىً وظلاما
وتحملوا ضنك الحياة ونحسها
وتكبدوا الويلاتِ والإيلاما
وتجردوا هم من حظوظ نفوسهم
وكذاك يفعل صالحون نشامى
وتسربلوا بالجود يُعلي شأنهم
إذ ألجموا أهواءهم إلجاما
تا الله ما لفظ الإخوة هينٌ
ليُلاك بين أراذل وندامى
إنا عزمنا أن نترجم لفظها
ونقوم صدقاً – بالإخاء قِياما
للهم فاشهد أننا لا نبتغي
إلا رضاك ، ونعمَ ذاك مُراما
إنا وزنا الإرث فيما بيننا
ورأى الجميعُ الوزن والأرقاما
وكذا وزّنا بالجُنيهِ شقيقنا
فإذا (حسامٌ) يرجحُ الدرهاما
وإذا بمليوني جنيه كالهوا
لا شيء في الميزان فاق (حساما)
والإرث يغني ، والخلائق والدُّنا
أرأيت شيئاً في البسيطة داما؟
يبقى مليك الخلق بعد فنائهم
يا عبدُ وحّدْ ربك العلاما
1954
قصيدة