عدد الابيات : 16
شاد الخليلُ من الأشعار أوزانا
وكان رائدُه في الصنع قرآنا
لم يخترعْها ، ولكنْ كان مُكتشفاً
أمسى الذكاء لهذا الفذ عنوانا
لمّا رأى الضاد مثل البحر زاخرة
رمى الشباك ، وصاد الشهم مَرجانا
وفي تصوره ماد القريضُ هوىً
ومدّ كفاً ببذل الشكر عِرفانا
حتى وجدنا بحور الشعر ضاحكة
تزجي الحبور ، لمن يريد برهانا
أما الخليل فقد أهدى مباحثه
وخط – للشعر أشراطاً وميزانا
ومهّد الدرب – للباغين تبصرة
ومن يروْن لنسج الشعر حُسبانا
حتى إذا نقش الشُعرا قصائدهم
حاز الخليلُ من الأجور قربانا
كذا القريض مدينٌ للخليل ، وما
أدى ، وقد يُثقَل المدينُ أحيانا
تدارك (الأخفشُ) الخليلَ محتملاً
لومُ النحاة ، وقد أتم نقصانا
لأنه اكتشف (الحديث) مختبئاً
بذا أتم لشعر العُرْب بنيانا
إن العَروض من القريض سُؤدَدهُ
لعلمه أصبحا – والله صِنوانا
وليس شعر بلا وزن وقافيةٍ
كيلا نخرّب أذواقاً وأذهانا
تفعيلة الشعر قد ضاق القريض بها
(وشعر تفعيلة) الجُهّال أخزانا
كفي هُراءً وتغريباً وحَذلقة
يا قومَنا أتقنوا القريضَ إتقانا
1954
قصيدة