عدد الابيات : 23
حَدَثٌ أجلّ من الجمال وأطيب
ومناسباتٌ تُستطابُ وتُرغبُ
ومَعَزة في القلب يبعث شجوَها
ترنيمة تأتي ، وأخرى تذهب
وتَجلة في النفس تغمرُها صدىً
حتى تداعبَ ما تعيشُ ، وتطرب
وشرافة تُهدي اليراعَ مِدادَه
فنراه يَسْطرً ما احتواه ويكتب
لمَقام خير المرسلين جلالة
وكرامة ، فهو البهي الأهيب
وإذا تراه مهاجراً متخفياً
فتخاله يخشى الظهورَ ، ويرهب
وهو الذي بمليكه مُستعصمٌ
يدعو ، ودمعُ فؤادِه يتصبب
ورفيقه الصديقُ يعصِرُه الأسى
فرَقاً عليه ، وقلبُه يتحرّق
ونبينا أهداه أعظمَ نصحِه
ومضى لخاطره الكسيرِ يُطيّب
يا ثانيَ اثنين اتئدْ ، واضرع إلى
رب يقدّر ما يريدُ ، ويرقب
ويقول: لا تحزن ، فإن إلهنا
معنا ، وليس عليه أمرٌ يَصعُب
واللهِ لن يصِلوا إلينا ، فابتشرْ
إنا استعنا بالذي لا يُغلب
مهما بدا لك مِن عدوّك كيدَه
فالله مُوهنُ كيدِه إذ يغضب
أوَما تراهم كُبكبوا في هوّةٍ
وتجندلوا إذ ليس ثمة مهرب؟
في غار ثور آية ودلالة
أن العقيدة نصرُها لا يُحجب
وإذا ترى (أسماءَ) تحمل زادها
لنبيها وأب ، ألا فاز الأب
(ذات النطاقين) التي هي دُرّة
كانت لخلاق الورى تتقرب
أخفتْ دفين السرّ دون وصيةٍ
حتى تُضلل طغمة تتعقب
دَورٌ يُترجمُ للنسا سُبُل الهُدى
فمَن التي ودّ التقية تخطِب؟
ومَن التي تسعى لنصرة دينها
في غيهب أمسى يُسيئُ ، ويُعطب؟
الهجرة الزهراء نصرٌ مُؤذن
ببداية الحق الذي لا يُسلب
والحق منتصرٌ على أعدائه
والشرقُ مُنقادٌ له والمغرب
جلّ المليكُ له الخلائقُ أذعنتْ
واللهُ منه العونُ قطعاً يُطلب
1954
قصيدة