عدد الابيات : 28
لِوا الموت ليس بمستغربِ
وإن يكُ ليس بمستعذبِ
تأمَّلْ ترَ الموت يَجني الورى
وليس مِن الموت مِن مَهرب
وأسبابه في الدنا عُدِّدتْ
وعنا الحقائقُ لم تحجب
فهذا يموت بلا علةٍ
وبلواهُ في الأكبُد النحّب
وهذا لديغاً يُلاقي الردى
وكم عاش بالأمل المُوعِب
وهذا صريعاً يذوق الفنا
وقد كان بين الغثا يختبي
وهذا تعقبه موته
تعقبَ خِل – به مُعجب
وهذي من الموت لم تحترس
فكانت ترى القبر كالمَلعب
وهذي مَنيتها أقبلت
كبرق سريع الخُطا مُرعب
وتلك بمَن مات لم تعتبر
فقد فتنتْ بالرخا المُصحب
وأما (ابتسام) ، فذاتٌ سَمَتْ
فتلك من العالم الأنجب
حروفي عن الوصف قد ألجمتْ
كأني بها الشمس لم تغرب
كأني بها النور في عالم
تعثر في ظلمة الغيهب
ألا (يا ابتسام) بلغتِ الذرى
من الجود بالنفس ، فلتطربي
وفي التضحيات اختصرتِ المدى
وفزتِ – هنالك بالمكسب
وفُقتِ الأمومة في عطفها
وفي البذل فقتِ حنان الأب
وآيات ربك كانت هُدىً
وسُنة خير الأنام النبي
وجُدتِ بروحكِ محبورة
ورحبتِ بالسفر المُلهِب
وحُزتِ المروءة موفورة
وطرت لعالمها الأرحب
وطابت – لكِ النار وهْي الردَى
وما لفحُها – قط بالطيب
تحملتِها رغم كل الأذى
كدُوح دنا ظلها خلب
ويُمناك تقذف مَن أحرِقوا
وما لاحتراقكِ من مذهب
حنانيكِ نفسُك أولى بذا
نجاتك مِن أفضل المطلب
وهذي البطولات لا ترعوي
لعيش يُداعبها مُرْطِب
تُضحّي وتبذل عن رغبةٍ
وتعطي عطاء العزيز الأبي
وتعزف لحن العطاء شذىً
يفوق شذى الفل والزرنب
وتسخو بما تشتهي حِسبة
ويُنكر بذل الكِرام الغبي
ويشكر رب السما سعي مَن
مَعينُ السخا فيه لم ينضب
1954
قصيدة