عدد الابيات : 20
أيها العرّافُ مزقْ دفتركْ
فاقكَ الروادُ ، غيّر عملكْ
وادفن الأوراد في قبر الفنا
واترك النجم – بريئاً والفلك
وانأ عن قومٍ تمادوْا في الخطأ
وتردوْا في سراديب الهلك
واكسر الطستَ ، وأهرقْ ماءه
واحطِم التنور في جوف الحَلك
واحرق الأوراق هذي كلها
كل ما فيها ضلالٌ وضحِك
واسكب الحبر على وجه الثرى
كان ذاك الحبرُ للحمقى الشرك
واسجُر الأحبال والخيطان في
واحة الحق ، ودع عنك الدعك
واهجر السحر ، وفارقْ أهله
أنت مخلوقٌ لدينٍ ونسُك
فاعبد المولى ، ولا تشرك به
واسمُ للعليا ، ودعْ عنك الدرك
لا تظن القوم حمقى ، إنما الـ
ـروّاد فاقواباحترافٍ دجلك
قد أجادوا الفن هذا والشقا
فاتك الزوار ، أدركْ مأملك
صاح إن الحق صعبٌ خرقه
والحقيرُ الغِر مَن يهوى البرك
وكذا الرواد ضلوا في الدنا
عندما ظنوك تروي عن ملك
فمُك الكذاب ، كم أردى الورى
فتنة كبرى يُغذيها الحَنك
أيها العرّافُ ضيّعتَ الحِمى
فاترك التضليل ، عجّلْ بالدرك
إن ركْب الحق غالى في المضا
فاهجر الفسّاق ، واتركْ مَن هلك
دَجَلٌ هذي الأحاجي ، فامحُها
واكسر القيدَ ، وحققْ أملك
دمّر الشرك الذي أودى بكم
واترك الشيطان في شتى السكك
إنما الدنيا ضياعٌ ، فانتبه
وابرح الأرض إلى ذات الحُبُك
1954
قصيدة