عدد الابيات : 30
بإسلامكَ اليوم نلتَ المُنى
وأوصلك السِلمُ أوْجَ الهنا
وحُزتَ من الخير أطيابه
وعَطرَ ما أنت فيه الدنا
وكم سرني ما عمدتَ له
سرورَ الفقير إذا ما اغتنى
وأبهجني اليوم ما حُزته
من الأجر ، صرتُ به موقنا
وكنتُ الأمين على منهجي
وقلبي – على همتي برهنا
وهذا من الله ليس سوى
وبلغني جودُ ربي المُنى
هدى الله بي مَن سعدتُ به
ولم يكُ ما قد نوى هيّنا
نوى العبد إسلامه طيّعاً
بقلب لدين الهُدى أذعنا
ومَحّصني باختبار شدا
به القلبُ ، ثم له دندنا
جنيهاته العشرُ غازلنني
مُغازلة تفتنُ الديّنا
وساءلنني أن أبيع التقى
ليُزهر لي في الحياة الفنا
وراودني – في البلاء الهوى
ولم يكُ كبحُ الهوى هيّنا
ولكن قلبي أبى كبوتي
وغربل ما كنتُ فيه أنا
وعدتُ لرشديَ مستغفراً
وقلبي – بنصر الهُدى أيقنا
وأيقظني الله من زلةٍ
أرتني الظلام كمثل السنا
وآثرتُ ما عند ربي غداً
وخِفتُ على النفس أن تفتنا
وما بي لجاجٌ ، ولا حيرة
وبات الذي أنتوي أثمنا
عزائي الحلالُ ، سأحيا به
ففيه الكفاية ، بل والغنى
وإن الحرام سبيلُ الردى
وزرعُ الحرام خبيثُ الجنى
وأحرى بذي الحِل أن يستمي
على ذي الحرام ، وأن يأمنا
ومن يكُ في عيشه زاهداً
سيغدو الحلالُ – له ممكنا
وتعساً لأهل الحرام الألى
تسربل عيشهمُ بالضنا
فمن كل مرتزق لاهث
خلاف الدراهم يُعلي البنا
يبيعُ الديانة مستغنياً
وفي درب أهل الهوى أمعنا
وأظهر – للناس إسلامه
وحبَّ الطواغي الفتى أبطنا
ويُدخل ميّتهم جنة
وثَم يرى حَيّهم مُحسنا
ويشهد أن الألى فارقوا
ففي رحمة الله ، يا للثنا
وكال المديحَ لأحيائهم
ولم يرَ – في دينهم مطعنا
قد استمرأ العيش في ظلهم
وبات التدني له ديدنا
يميناً برئتُ من المشتري
بتقواه دنيا غدت مَوطنا
1954
قصيدة