عودة السندباد
شهريادلو تعرفين صديقتي
كلّ المناطق في دمي
مكسوّة برياش حبّك
كلّ الأزقّة و الشّوارع و الرّبا
مكنوسة من كلّ وجه..
من تصاوير النّساء جميعهنّ
إلاّ محيّاك الملاك..
فإنّه أيقونة قد عرّشت
في كلّ أرصفتي
غطّت تضاريسي و بلّت معطفي القلبيّ
سكبت نبيذ الرّوح في جسدي
ضخّت رذاذ العطر في زهري
واستمطرتني من شذا شفتيهاعمرا على عمري
فعرفت أنّي ما بدأت العمر ..
إلاّ يوم أحببتك
***
لو تعرفين صديقتي
لولاك لم ينهدّ سدّ الشّعر في شفتي
لم تعتريني رغبة وحشيّة
في شنّ حرب إبادة ضدّ الألم
ضدّ الخطيئة ضدّ سخرية الزّمن
لولاكلم تُبْكِ قلبي أدمع الأطفال
وأنا أراهم ما تعدّوا الثّامنه
بين الأزقّة يمسحون الأحذيه
يتسوّلون العابرين رغيفا
قد لطّخته مهانة الطلب
لولاك لم يَهْصِرْ ضلوعي
مرأى الشّباب يذوب مثل الجمر تحت الريح..
ويغيب في غيم الدّخان على المقاهي
يجترّ ماضيه و يقتعد الأماني
ويُذيب في قنّينة خضراءأو بيضاء وعيا مفلسا
في حانة يرتادها ما أوْحَشَتْهُ شجون دنياه
ويكافح الدّنيا بنفث سجارة
بثمالة الأمل الكذوب
في قاع كوب من جنون
لولاك لم أقض الحياة
وحدي مع الأيّام أنتعل القصيده
وأعيد ربط خيوط أحرفها
وأدقّ مسمار السّنا في ركنهاالمجهول
لأذبّ عن رأسي البروده
وأرشّ في أرجاء عمري..
ما تبقّى من دم الشّمس
فأنا سئمت العمر مغموسا بخمر الجوع و الخوف
عفت الوجود ملطّخا بالبؤس
عفت الرّكوع على شفاه الحلم بالمهديّ
برجوع هارون الرّشيد
عفت انتظاري للمحال
فجميع أحلامي غمامة صيف
ما دمت مشدودا إلى الأمس
ما دمت أبحث عن دمائي في شرايين السّماء
وأرى الحياة بأعين المتنبّي
أبكي مع الخنساء أهوى مثلما يهوى جميل أو عمر
لولاك لم أعرف بأنّي
أحتاج نفسي
قبل احتياجي للسّماء
لا بدّ لي من غاية تترجّل الدّنياوتنتجع التّراب
تتوسدّ الماء البدائيّ
حتّى أصالح نفسي
حتّى يؤدّي القلب كلّ مناسك العمر،
والحبّ خارج معبد الأحزان
شاعر تونسي من مواليد 1 شباط ( فبراير) 1972
حاصل على الأستاذية في اللغة و الآداب العربية من جامعة تونس الأولى ( معهد بورقيبة للغات الحية ) سنة 1995
يعمل مدرسا للغة العربية من