عدد الابيات : 16
عجبتُ لأهل الجاهلية لمَّعوا
مهازيلَ في الساحات ، والدارُ بَلقعُ
تُلمَّع ألقاباً ، فتسمو بأهلها
كرقعة ثوب بعد خرق تُرَقع
أساليبُ لا تخفى على ذي بصيرةٍ
وهذا الذي ممن عمُوا يُتوقع
وكم من جهول قدّموه ، وعظموا
جهالاته ، ما ذاك إلا تصنع
نفاقٌ تمطى في الديار تشامخاً
وأربابُه مِن كل صُقع تجمعوا
وضاعت كفاءاتٌ جليلٌ عطائها
ولمَّا يعُد للصِّيد في الدار موقع
ووسِّدَ أمرُ الناس للبُله والغثا
ولمَّا يعد للشم في العيش مطمع
وبادت معاييرُ الهُدى بين قومنا
ولمَّا يعد للحق في الدار موضع
فأغلبهم يحيون في تِيه بعُدهم
عن الحق ، هل تيهُ الضلالات ينفع؟
وأفذاذهم تاهوا ، فقد غلّبَ الهوى
فهل من حضيضٍ ذلك الظلمُ يَرفع؟
وكم زهدوا في وحي ربي جهالة
وما من فتىً إلا لذا الجهل يخضع
وتبقى بقايا من مغاوير قومنا
فهم سُجدٌ لله دوماً ورُكع
وإن يُحرموا الألقاب حِيزتْ لمَن غووا
فإن التقى زادٌ يُعِفّ ويَشفع
فيا عُصبة الأسماء بيضي وفرخي
سيُظهر ربي مَن تفانوا ، وأبدعوا
وإن حل ليث الغاب يُبدي زئيره
فهل بالنقيق الغث يَختالُ ضُفدع؟
1954
قصيدة