عدد الابيات : 16
أصمُ أبكمُ ، لا سمعٌ ولا كلِمُ
ولمْ يَعُقْ صَممٌ نصحي ، ولا بَكَمُ
أحبُ للناس كل الخير مُحتسباً
والحب يسلبُ ألبابَ الذين عَمُوا
ولا أقنّطُ عاصيَهم ومُذنبهم
إن القنوط به تستجلبُ النقم
وأنصحُ الكل في سر ، وفي علن
وبالذي أنصحُ الآنامَ ألتزم
وأحملُ الكتبَ التي تكلمُهم
وعِلمها رغم أنف الكل يُحترم
وقد أشيرُ إلى الآيات ، أجعلها
مَحجة أسّها الأخلاقُ والقِيَم
ويفتحُ الله بيني دائماً أبداً
وبين مَن جهلوا البيانَ ، أو عملوا
حتى وجدتُ أبي في الغي منجدلاً
فهالني حاله ، وكِدتُ أنهزم
وكم وعظتُ ، ولا جدوى لموعظتي
كأنما بأبي في سمعه – صمم
فقلتُ: أحرجُه بآيةٍ نزلتْ
حتى تفارقه الأهواءُ والجُرُم
حتى يتوب عن الذنوب تحرمُه
رضا الإله ، فخاب الذنبُ واللمم
وآيتي تثبت الولاء ، تصقلهّ
إني بأي كتاب الله أعتصم
أشرتُ أحمله على قراءتها
فلم يجادلْ ، وفاض الدمعُ والندم
في موقفٍ لم يكن سوى مناورةٍ
بها تمرقتِ الأوزارُ والإزم
والنورُ عمّ أبي في كل عيشته
من بعدما انقشع السرابُ والظلم
يا رب ثبّتْ على الإيمان قلب أبي
أنت القدير على ما قلتُ يا حكم
1954
قصيدة