عدد الابيات : 15
نقحْ قصيدك ، لا تلعبْ بك الفتنُ
كيلا تراه – على الأيام يُمتهَنُ
وكُف عن نشره إلا إذا ارتحلتْ
عن كل بيتٍ به الأوباءُ والدرن
سفينة الشعر قد يُودي بها نزقٌ
يُزجيه مستعجلٌ – بالطيش مُرتهَن
فاصبر على الشعر إن رُمت استقامته
شعرُ التعجّل غثٌ منتنٌ عَفِن
واعرضه دوماً على أرباب صنعته
حتى يصحّ ، وإن كانت لهم مِنن
صلاحُ شِعرك عند الناقدين لهُ
فالشعرُ – بالنقد – حيٌ نابضٌ حَسَن
فن القصيدة بالتعليم تدركُه
والعِلمُ عُدته المجهودُ والزمن
ويُصقلُ الشعرُ بالآلام تطرحُه
وبالتجاريب صِدقُ الشعر يُمتحن
فن القصيدة أن يلتاع صاحبُها
شوقاً ، ويُؤلمُه القريضُ والشجَن
مثل الجنين ببطن الأم مُحتبسٌ
يَصولُ معترضاً ، وما له سَكَن
فن القصيدة أن يكون شاعرُها
مثلَ الغريب له تشوّقَ الوطن
فقرّظِ الشعر كي تراه مؤتلقاً
حُسنُ القريض بحُسن السبك مُقترن
فن القصيدة بالعَروض مُرتبط
كالروح يحيا بها بين الورى البدن
وأعذبُ الشعر ما جاءت به كُرَبٌ
وأجمل الشعر ما زجّت به المِحَن
1954
قصيدة