عدد الابيات : 24
أيها الحيتان: ما هذي الوقاحة؟
تُلبسون الزيف جلباب الصراحة
تدّعون الحب دوماً في البرايا
وتغطون لظاكم بالسماحة
تخدعون الناس بالآيات تتلى
ولكم صوتٌ تجليه الفصاحة
وفنون السبك قد أتقنتموها
وشِراك الحَبك يا أهل الوقاحة
ورتعتم في دهاليز الطواغي
وحسِبتم أن في هذا ملاحة
وصبغتم بالهوان المُر عيشاً
وبنيتم في الدنا صرح البجاحة
وانتظرنا أن تعودوا لصواب
لم تعودوا ، إنما ازددتم قباحة
أيها الحيتان ، كفّوا واستفيقوا
ما كفاكم ما فعلتم من فداحة؟
قد أبحتم لحمنا في كل درب
هل ملكتمم في الورى حق الإباحة؟
وأطحتم بسقوف الدار غدراً
خنتمُ الدرب بهاتيك الإطاحة
وطحنتم عظمنا ، لم ترحمونا
باتت الأنات للحيتان راحة
وذرفنا الدمع حتى تتركونا
ما تركتم ، لكن ازددتم كلاحة
فلماذا الحقد هذا؟ صارحونا
ولم الأعراضُ فيكم مستباحة؟
في قراكم ليس يحيا غيرُ قرش
لتروْا منه سبيلاً للوضاحة
أيها الحيتان عفواً إن أطلنا
واستفضنا في التفاصيل المتاحة
سوف يأتيكم عقاب لا يحابي
ثم لن تنفعكم هذي النصاحة
ذهب الظلمُ بما قدمتموهُ
إنما الإفلاسُ يُودي بالرجاحة
واحة الحيتان باءت بالتردي
حيث كانت في الدنا أظلمَ واحة
فانسفوا بالذل مَن في الزور غالى
لملمتْ أشلاءَكم في الأرض باحة
حوتُ ذي النون براءٌ من قراكم
قلبُ هذا الحوت مملوءٌ صباحة
كان سجناً (لابن متى) ليس إلا
وله مِن عالم الذكرى مِساحة
لكن الحيتان منا اليوم صارت
كالضواري ، فلهم في الغاب ساحة
رب سلمْ ، وامحق الحيتان عدلاً
غرّهم حِلمُك ، والأمرُ فلاحة
1954
قصيدة