عدد الابيات : 14
مَنْ ذَا يُعِيرُكَ عينَهُ تَحْيَا بَها)
أرأيتَ عينًا للحياةِ تُعَارُ)
وإذا أُعِيرَتْ هَلْ تَرَى مِثْل الذي
كانتْ تَرى الأولى ، ولا تَحْتَارَّ؟
يا ليتَ شِعري ، كَيْفَ هذي العينُ با
تتْ تشتكي؟ صَعْبٌ عَلَيْهَا الثَّار
قَدَرُ المَليكِ ، وأيُّ شيءٍ بَعْدَهُ
كيفَ القَضَاءُ يَرُدُّه الإصْرَار؟
لو كُنْتُ أَدْرِي ، كَيْفَ أبتلعُ البُكَا
أو كيفَ هزتْني بهِ الأَشْعَار
مَا زغْتُ ـ يومًا ـ عنْ قَبُول مُصِيبتي
ولمَا تغشَّتْني بِهَا الأَخْطَار
إنِّي احْتَسَبْتُ دماءَها وجِراحَها
عندَ الرحيمِ ، وإنَّهَا أَقْدَار
يَا سَائِلي عمن يُعِيرُ حَبيبةِ
العينُ قابضُها هُوَ الجَبَّار
لوْ شَاءَ ربُّكَ أنْ تعودَ ، فأمرُهُ
كُوني ، تَعَالَى ربُّنَا القَهَّار
أنا لَسْتُ أَبْحَثُ لحظةً عمَّن يُعيـ
ـر حبيبةً ، والأمرُ فيهِ يَسَار
فِيمَ التَّأرجُحُ بينَ آراءِ الوَرَى؟
لا ، لنْ تُفيدَكَ هذهِ الأَفْكَار
فَادعُ المَلِيكَ ، ولا تكُنْ مُتَخَرِّصًا
إنَّ التَّخَرُّصَ فِي الأُمورِ دَمَار
يَا صَاحِ ، أَوقَاتُ الدُّعَاءِ كثيرة
فاحْرصْ ، وحسبك هَذِه الأَسْحَار
1954
قصيدة