عدد الابيات : 27
كم بلاءٍ يأتي من الأصحابِ
يَتبعُ التِربُ مَنهجَ الأترابِ
واتخاذ الخِلان سَمتٌ جميلٌ
وانحرافُ الخلان أعتى مُصاب
فلنحاذرْ من صحبةٍ مُبتغاها
نيلُ دنيا توشحتْ بالخراب
إن أعوان السوء شرٌ مَقاماً
ولهم حقاً أسوأ الآداب
لم يزالوا بالخِل حتى تدسّتْ
نفسُه بالتدجيل والتلعاب
كم خليل بالخِل أزرى وأغرى
ثم راجت بضاعة الكذاب
هل تساوى خِلٌ تقيٌ أمينٌ
بخليل يحتال كالمرتاب؟
أو رفاق كالوا الهُدى لأخيهم
برفاق ساقوه للأوصاب؟
جرّعوه الويلاتِ لمّا تدنى
فاعتراه الشيبُ الذي لا يُحابي
والعجيبُ أن شيبوه انتقاماً
والأسيرُ في عُنفوان الشباب
ليت شعري ، كيف استبدّوا بعبدٍ
كان يخشى من سيئ الأصحاب؟
أدخلوهُ نار السقوط ، فأغفى
مستكيناً لمن يريدُ التصابي
واستجاب المسكين دون احتراز
كل داءٍ يهون إلا التغابي
أوهموه أن الحياة التخلي
عن جميع الأخلاق والآداب
أفهموه أن الزنا كأس حُب
دائر بين الغِيد والأحباب
فاستساغ الأفكارَ تغتالُ عقلاً
ما احتواه من قبلُ أيّ كتاب
إنما هذي في الفنادق تفشو
إذ تُعمّى مزالجُ الأبواب
كل زان إلى الأجيرة يُفضي
والضجيعُ يعنو لدفع الحساب
إن هذا عصرُ النخاسة قطعاً
والتزاني بالأجر فصلُ الخطاب
أي دين يقِرّ هذا التردّي؟
هل يُجيز هذا أولو الألباب؟
واستفاق المخدوعُ بعدُ التعدّي
وانبرى يهذي، سائلاً ما عِقابي؟
والدموعُ في العين تجري دماءً
والضميرُ أناته كالحِراب
وإذا بالأنفاس تهتاجُ ضيقاً
ثم يسري الهياجُ في الأعصاب
أين أين الأصحاب مما ابتلاهُ؟
ولماذا خصّوا الفتى بالغياب؟
أين أين الأصحاب يأسون جُرحاً؟
كل جُرح في الجسم بالأسباب
والصحابُ أسبابُ هذه الخطايا
والتداوي بوصفةٍ ونِصاب
إنه التوبُ للإله احتساباً
بُغية الأجر وافراً والثواب
1954
قصيدة