عدد الابيات : 15
طفّ البلاءُ وفاضت بالأذى النقمُ
وقرّنت في لظى أصفادها القدمُ
واحلولك الحالُ والبلوى لقد عظُمتْ
حتى رأيت عُرى الآمال تنفصم
وضاقت الأرض عن إيواء مبتئس
وضجت النفس إذ أودى بها العدم
حتى استجار برب الناس منكسرٌ
ممزق القلب أدمى عزمه الألم
لولا الخيانة لم تُجرَحْ كرامته
ولم تُحِط بسنا إقدامه الظلم
لولا (الأعاصير) دوت تجتني غده
مِن بعد ما انحدرتْ لرجسها الذمم
لولا أنانية الأرحام إذ فجرتْ
أواه أواه مما تفتري الرحم
لكنما أمل في الله منعقدٌ
ومَن بغى وطغى ، فالرب منتقم
وأكرم اللهُ مَن في الكرب لاذ به
وعاقب اللهُ مَن إيمانه اتهموا
والأزمة انفجرتْ مِن بعد شدتها
والكربُ مِن ثِقل الآلام ينحسم
واللهُ ينصر عبداً يستجير به
مَن كان صدقاً بحبل الله يعتصم
وللمصائب تفريجٌ يُصاحبُها
ورحمة الله لا تودي بها النقم
والغيثُ بدد ما الإعصارُ أحدثه
مِن الدغاول ، نعمَ الفضلُ والكرم
كما ترى الأرضَ بعد الغيث ضاحكة
كذاك قلبيَ بعد الغوث يبتسم
تبارك الرب مَن أقالَ عَثرتنا
ومَن يُطعْ أمرَه ، فليس يَنهزم
1954
قصيدة