عدد الابيات : 26
الحُلمُ كالذهب السبيكْ
والأمرُ قدّرهُ المليكْ
فاسعدْ بحُلمك يا فتى
واهنأ برُؤيا تحتويك
حُلمٌ كأنسام الهوى
يسطو على القلب الضحوك
وتبسّم البدرُ الذي
هُو لليواقيت الألوك
حُلمٌ تعطر بالمُنى
صدقاً هو الذهبُ السبيك
حُلمٌ ، وربي ، نادرٌ
في العُمر ليس له شريك
أحيا الفؤاد ، وما به
شيء حقيرٌ ، أو ركيك
فلطالما انتظر الفتى
حُلماً يُزيلُ أسى الأفوك
مقهورُ يا من تشتكي
أودى بمركبك الهُلُوك
والموجُ عاتٍ وقعُهُ
مَن مِن ، ضياعك يَشتريك
ذبُلت أمانيك التي
بالأمس كانت تجتبيك
فِيمَ انفعالك في الدُّجى؟
عجباً لِقولك والسُّلُوك
أضغاث أحلام إذن
رُؤيا تُعرقلها الشُّكوك
أتُراك تَسعد بالرَّخا؟
أخُدعت بالحلم الضريك؟
والفجر قد شَق الفضا
أسمعت تصييح الدُّيوك؟
أسألت ربَّك فضلهُ؟
والنَّورُ مُنتشرٌ يَليك
دُنياك هذي جِيفةٌ
دمُها على الهَلكى سَفيك
دعها لِكل مُعربدٍ
يَجترها مِثلَ العُلُوك
أنت الكَريم ، فلا تَهن
لا تركنن إلى الصُكوك
في نِعمة أنتم إذن
لو كان يَدريها المُلُوك
مَا عاشُ مِثلك في الدنا
ولَشجّ قَلبك والمُسُوك
ولَئن تحقق ما ترى
ستعيش في كرب ضنيك
ويُسربل اليُسرُ التقى
وتَكون في أمر رَبيك
أنت العَزيز بلا رخا
ولقاء مولانا وشيك
فأعد نفسك للقضا
والقوتُ قَدرهُ المَليك
1954
قصيدة