عدد الابيات : 17
ألا يا بحور الشعر غني قصيدتي
فإني المعنى في مغاني قريحتي
وما من خليل يمنح النفس أنسها
وما من صديق يستجيب لنصرتي
ظمئتُ فلا ماءٌ ، وجعتُ ولا قِرَىً
تشتتُ في دنياي ، عانيتُ غربتي
على عِزنا الماضي بكيتُ ديارنا
وكم ذا تهاوت في الدجُنات دمعتي
تجاهلتُ قومي في السراب ، كأنني
عدِمتُ صحابي ، بل وأهلي وضيعتي
تخذتُ القريض العذب صحباً ومرفأ
أحط رحالي عنده ، بل وجُعبتي
وسافرتُ في دنيا القريض وجُبتها
وعند القوافي قد وجدتُ صبابتي
وعبر الشعاب انزاح همٌ وكربة
وأبياتُ شعري الأصدقاءُ ورفقتي
ولي في طويل الشعر طولاً يزينها
وطالت تفاعيل القريض بفكرتي
فغنيتها مثل اليواقيت نفحة
وعطرتها من زعفران سريرتي
فيا ليت شعري كيف صارت عرائسا
مرصّعة بالدر يُزكِي عزيمتي؟
وطال المساءُ العذب أهدى سوادهُ
لشعري فضجّتْ في بُكاها قصيدتي
وضاعت على أخطاء دربي مشاعري
وخذلان أهل الخير أبكى شبيبتي
فآهاتهم للمال ، ليست لقيمةٍ
وغاياتهم للطين ، ليست لرفعتي
وضلت حياةٌ تجعل النفس مرتعاً
للذاتها ، ماذا تفيد طويتي؟
فغني الوفا يا ذي القصائد بالهوى
وذرّي عبير الشوق فوق مُشتّت
1954
قصيدة