عدد الابيات : 18
بالقدوة المثلى وعظتَ مُلوكا
لمّا اشتريت بمالك المملوكا
أعتقته حتى يكون مُحرراً
ودفعت عنك مَطاعناً وشُكوكا
وأردت بالإعتاق حث أشاوش
أن يُحسنوا فعلاً لهم وسُلوكا
ظلموا العبيد ، ولم يفوا بحقوقهم
والعيشُ أصبح سيئاً وضَنِيكا
فأتوْك يلتمسون فصلَ خِطابهم
أو حَل مشكلةٍ يكون وشيكا
سألوك خطبة جمعةٍ عن حالهم
لتسوق من ظلم الولاة فكوكا
لتقول حقاً ثابتاً بأدلةٍ
فلكم أنرت دجى الحياة بفيكا
بعبارةٍ يَسبي القلوبَ جمالها
وعبيرها ، واللفظ ليس ركيكا
وكلام من خبر الحياة وأهلها
حتى غدا في المعضلات حَنِيكا
وشدا بإلقاء يُزيّن قوله
والدرسُ كان محبّباً وضحوكا
واستخدم (البصريّ) لهجة ناصح
يُهدي النصيحة سادة ومُلوكا
مُتجرداً لله يُخلِصُ وعظه
إذ لا يريدُ على المقال صُكوكا
هو ليس مرتزقاً بدين إلههِ
هو ليس فيما قاله صُعلوكا
هو لا يريد بما أتى دنيا الورى
لكنه يُرضِي بذاك مَليكا
وهو الفعول لمَا يقول تقرّباً
كيلا يكون كلامُه مَشكوكا
هو لا ينافقُ بالكلام تنطعاً
ليكون جُل خطابه مَتروكا
بل صدّق القولُ الفعالَ تأسياً
بنبيه ، لمّا يكنْ مأفوكا
إذ إنه عبدٌ لرب واحدٍ
لم يتخذ أبداً لذاك شريكا
1954
قصيدة